للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَبِسَعَةِ مَغْفِرَتِي بَلَغْتَ مَنْزِلَتَكَ هَذِهِ؛ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ .. غَشِيَتْهُمْ سَحَابَةٌ مِنْ فَوْقِهِمْ، فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ طِيبًا لَمْ يَجِدُوا مِثْلَ رِيحِهِ شَيْئًا قَطُّ،

===

وأبو داوود عن أبي الدرداء مرفوعًا: , إنكم تدعون يوم القيامة باسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم".

قوله: "أتذكر يوم عملت كذا وكذا" أي: مما لا يجوز في الشرع، فكأنه يتوقف الرجل فيه، ويتأمل فيما ارتكبه من معاصيه (فيذكره) - بتشديد الكاف - أي: فيعلمه الله (بعض غدراته) - بفتح الغين المعجمة والدال المهملة - جمع غدرة - بالسكون - بمعنى: الغدر؛ وهو ترك الوفاء بالعهد؛ والمراد: معاصيه؛ لأنه لم يَفِ بتركها الذي عبد الله إليه في الدنيا (أفلم تغفر لي؟ ) أي: أدخلتني الجنة فلم تغفر لي ما صدر مني من المعصية (فيقول) الرب جل جلاله: (بلى) أي: غفرت لك.

(فبسعة مغفرتي) بفتح السين ويُكْسَر (بلغت) أي: وصلْتَ (منزلتك هذه) التي أنت فيه الآن، قال الطيبي؛ عطف على مقدر؛ أي: غفرت لك فبلغت بسعة رحمتي هذه المنزلة الرفيعة، والتقديم دل على التخصيص.

أي: بلوغك تلك المنزلة كائن بسعة رحمتي لا بعملك (فبينما) وفي بعض النسخ: (فبينا) بلا ميم (هم) أي: أهل الجنة (على ذلك) وفي بعض النسخ: (كذلك) والكاف بمعنى: على؛ أي: على ما ذكر من المحاضرة والمحاورة (غشيتهم) أي غطتهم (سحابة) كثيفة (من فوقهم) من جهة العرش (فأمطرت) أي: أنزلت (عليهم طيبًا) - بكسر الطاء المهملة وسهون الياء - أي: طيبًا عظيمًا؛ أي: قوي الرائحة (لم يجدوا مثل ريحه شيئًا قط) ولفظة: (قط) كلمة مستغرقة لما مضى من الزمان ملازمة للنفي؛ أي: لم يجدوا قط شيئًا طيبًا مثل ريح ذلك الطيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>