للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَزُورُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَيُبْرِزُ لَهُمْ عَرْشَهُ، وَيَتَبَدَّى لَهُمْ في رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّة، فَتُوضَعُ لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ يَاقُوتٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ فِضَّةٍ، وَيَجْلِسُ أَدْنَاهُمْ وَمَا فِيهِمْ دَنِيءٌ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ وَالْكَافُور،

===

أي: يؤذن لهم بعد تمام مقدار سبعة من أيام الدنيا في زيارة الله عَزَّ وَجَلَّ.

(فيزورون الله عَزَّ وَجَلَّ) أي: يأتونه في مقدار تمام الأسبوع من أيام الدنيا (ويبرز) أي: يُظْهِرُ الله (لهم عَرْشَه) العظيم من الإبراز؛ وهو الإظهار (ويتبدى) - بتشديد الدال - أي: يَظْهَرُ ويتجلَّى ربُّهم (لهم) بنفسه (في روضة من رياض الجنة، فتوضع لهم) أي: لأهل الجنة في تلك الروضة (منابر) أي: كراسي مرتفعة (من نور، و) توضع لهم (منابر من لؤلؤ): وهو جوهر بحريٌّ بَرَّاق؛ أي: له لمعان، وهو نوع من الحجارة البيض (و) توضع لهم (منابر) أي: كراسي (من ياقوت): وهو جوهر بحري أبيض صاف (ومنابر من زبرجد) - بفتح الزاي والموحدة فراء ساكنة فجيم مفتوحة - وهو جوهر بحري أزرق (و) توضع لهم (منابر) أي: كراسي (من ذهب ومنابر من فضة).

أي: والحاصل: أنه توضع لهم منابر وكراسي مِمَّا ذُكِرَ متفاوتة بحسب مراتبهم عند الله عَزَّ وَجَلَّ، ومقادير أعمالهم وأحوالهم عنده سبحانه (و) يجلسون مُرتَّبِينَ كذلك حتى (يجلس أدناهم) وأقلهم منزلة (و) الحال أنه (ما فيهم) أي: ما في أهل الجنة (دنيءٌ) أي: دُونُ المنزلة وخسيسُ العمل، والجملة في محل النصب على الحال من فاعل يجلس، والجار والمجرور في قوله: (على كثْبَان المسك والكافورِ) متعلق بـ (يجلس) أي: يجلس أقلهم عملا ومنزلةً (على كثبان) ورمال (المسك والكافور) قال الطيبي: وهذا الكلام يسمى عند البديعيين تتميمًا؛ صونًا للكلام مما يتوهم من قوله: (أدناهم) الدناءةُ؛

<<  <  ج: ص:  >  >>