للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا يُرَوْنَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَرَاسِيِّ بِأَفْضَلَ مِنْهُمْ مَجْلِسًا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ هَلْ نَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، هَلْ تَتَمَارَوْنَ في رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ "،

===

والمراد به: الأدنى في المرتبة لا الدناءة في العمل (على كثبان المسك) - بضم الكاف وسكون المثلثة - جمع كثيب: وهو التلُّ من الرمل المستطيل؛ من كثَبْتُ الشيء؛ إذا جَمعْتَه.

(والكافور) بالجر معطوف على (المسك).

وقوله: (ما يُرَون) - بصيغة المبني للمجهول - من الإراءة؛ والضمير إلى الجالسين على الكثبان؛ أي: لا يَظُنُّون ولا يتوهمون (أن أصحاب الكراسي) أي: المنابر (بأفضل منهم مجلسًا) حتى يحزنوا بذلك لقولهم على ما يحكى عنهم في التنزيل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} (١)، بل إنهم واقفون في مقام الرضا، ومتلذذون بحال التسليم بما جرى به القضاء؛ والمعنى: أنه يجلس الأدنون على كثبان المسك والكافور رضًا بها، والحال أنهم ما يظنون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسًا ومرتبةً، فيأخذهم الحسد والغِلُّ.

قال سعيد: (قال أبو هريرة: قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله؛ هل نرى ربنا) في ذلك اليوم؟ يعني: يوم القيامة، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤال أبي هريرة: (نعم) تَرَوْنَ ربكم أيها المؤمنون رؤيةً واضحةً، لا شك فيها (هل تتمارون) أي: هل تشكون؛ لأنه من تفاعل؛ من المرية؛ بمعنى: الشك، لا من المراء؛ بمعنى: النزاع؛ أي: هل تشكون (في رؤية الشمس) أي: هل في رؤيتكم الشمس (والقمر) أي: وفي رؤيتكم القمر (ليلة البدر؟ ) أي: ليلة أربعة عشر عند كمال نوره؟ احترز به عن


(١) سورة فاطر: (٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>