للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْض، وإنَّ أَعْلَاهَا الْفِرْدَوْسُ، وإِنَّ أَوْسَطَهَا الْفِرْدَوْسُ، وإِنَّ الْعَرْشَ عَلَى الْفِرْدَوْسِ؛ مِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّة، فَإِذَا مَا سَأَلْتُمُ اللهَ .. فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ".

===

سعة (ما بين السماء والأرض، وإن أعلاها) أي: وإن أعلى تلك الدرجات المئة وأقربها إلى العرش (الفردوس) أي: تسمى الفردوس (وإن أوسطها) وأحسنها وأخيرها وأفضلها من حيث النظر إلى ما اشتملت عليه (الفردوس) أي: تسمى بالفردوس (وإن العرش) العظيم كالسقف (على الفردوس؛ منها) أي: من الفردوس (تُفجَّرُ) - بالبناء للمجهول - أي: تشقق وتجري (أنهار الجنة) كلها (فإذا ما سألتم الله) الجنة .. (فسلوه الفردوس).

قوله: "وإن أعلاها الفردوس" قال الحافظ في "الفتح" (٦/ ١٢): الفردوس: هو البستان الذي يجمع كل شيء، وقيل: هو الذي فيه العنب، وقيل: هو بالرومية، وقيل: بالقبطية، وقيل: بالسريانية، وبه جزم أبو إسحاق الزجاج. انتهى.

وقال في "القاموس": الفردوس: هو الأودية التي تنبت ضروبًا من النبت، والبستان يجمع كل ما في البساتين، يكون فيه الكروم، وقد يؤنَّث، عربية أو روميَّة نُقِلت أو سُريانية. انتهى.

(وإن أوسطها الفردوس) أي: أفضلها وخيرها (وإن العرش على الفردوس) أي: هو السطح للفردوس.

قال السيوطي في "حاشية الترمذي": قال ابن القيم: في كتابه: "نكت شتى وفرائد حسان": أنزه الموجودات وأظهرها وأنورها وأعلاها ذاتا وقدرا وأوسطها عرش الرحمن جل جلاله، وكل ما كان أقرب إلى العرش .. كان أنور وأظهر وأشرف مما بعد عنه، ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان وأشرفها وأنورها

<<  <  ج: ص:  >  >>