للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

والمراد ها هنا: طأطأ رأسه. انتهى "سندي".

قوله: (إن الله لا يعذب) أي: عذابًا مخلدًا (من عباده) أي: من جميع عباده، فالإضافة للاستغراق، بدليل الاستثناء الآتي.

قوله: (إن الله لا يعذب) أي: على الدوام، والظاهر أنه لا يدخل النار إلَّا هؤلاء؛ إذ الكلام في إدخال النار لا في الخلود والدوام، والله أعلم.

وبالجملة: فالمعصية تعظمُ وتزيدُ قبحًا وشناعةً بقدر حقار المعاصي وعظمةِ المُعْصَى بها، وكثرةِ إحسانهِ إلى العاصي، فيعظمُ جزاؤها بذلك، فبالنظر إلى حالة العبد العاصي، وأنه خُلِق من أي شيء، وأي شيء مقدارُه، وإلى عظمة خالق السماوات والأرض الذي قامت السماوات بأمره، وإلى كثرة نعمه وإحسانه تعظم أَدْنَى المعاصي حتى تُجاوِز الجبالَ والبحار، وتصير حقيقةً بأن يُجعل جزاؤها الخلودَ في النار لولا رحمة الكريم العفو الغفور الرحيم، فكيف هذه المعصية المتضمنة لتشبيهه بالأحجار التي هي أرذل الخلق؟ ! فتعالى سبحانه عن ذلك علوًا كبيرًا، وحقائقُ هذه الأمور لا يعلمها إلَّا علَّام الغيوب.

ثم ظاهر الحديث يقتضي: أن جاحد النبوة هو الذي قد أبى عن كلمة التوحيد على وجهها، وهو المراد ها هنا.

قوله: (إلَّا المارد) أي: إلَّا شيطان الإنس والجن المفتري المُبتعد الممتنع عن امتثال المأمورات؛ من مرد؛ كنصر وكرم؛ إذا عتا وعصا وجاوز حد أمثاله في الإباء من مأمورات الشرع، أو بلغ الغاية التي يخرج بها من جملة ما عليه ذلك المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ - (المتمرد) أي: البالغ الغاية في ارتكاب المنهيات (الذي يتمرد) ويتجرأ ويتكبر وينهمك في ارتكاب المنهيات، ويعتو ويترفع عن سماع نهي في المنهيات، ويواظب على ارتكابها (وأبى) عطف على (يتمرد) عطف تفسير؛

<<  <  ج: ص:  >  >>