للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَالِحًا .. قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّب، اخْرُجِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ،

===

الروح من الجسد بأمره تعالى، ثم يسلمها إلى ملائكة الرحمة إن كان مؤمنًا، وملائكة العذاب إن كافرًا، وعند معاينتهم يعاين ما يصير إليه من رحمة أو عذاب.

(فإذا كان الرجل) أي: الميت (صالحًا) أي: قائمًا بحقوق الله وحقوق العباد بأن كان مؤمنًا طائعًا .. (قالوا) أي: قالت الملائكة: (اخرجي أيتها النفس الطيبة) والروح الصالحة التي (كانت) ساكنة (في الجسد الطيب) والجسم المطيع لله تعالى (اخرجي) من جسدك حميدةً) أي: محمودة عند ربك بطاعتك له، والخطاب فيه للنفس؛ فيستقيم هذا الخطاب مع عموم الميت للذكر والأنثى (أيتها النفس).

قال الطيبي: مقتضى الظاهر أن يقال: (كُنتِ) ليطابق (النداء) و (اخرجي) لكن اعتبر (أل) الموصولة؛ أي: النفس التي طابت كائنةً في الجسد.

ويحتمل أن يكون صفة أخرى للنفس؛ لأن المراد منها ليست نفسًا معينة، بل الجنس مطلقًا. انتهى.

قوله: (اخرجي) فيه دلالة على أن الروح جسم لطيف، يوصف بالدخول والخروج، والصعود والنزول، وهو خطاب ثان، أو تأكيد لقوله: (حميدة) أي: محمودة.

(وأبشري بروح) - بفتح الراء - أي: ملتبسة براحة أو برحمة (وريحان) أي: ملتبسة برزق أو طيب، والتنوين فيهما، للتعظيم والتكثير (و) ملتبسة بملاقاة (رب) أي: بملاقاة رب (غير غضبان) عليك، بعدم الانصراف، وقيل: بالانصراف.

<<  <  ج: ص:  >  >>