الشمس، قال الذي) هو وال (عليهم: ارجعوا) إلى بيوتكم واستريحوا في هذه الليلة (فستحفرونه) أي: فتتمون حفره (غدًا إن شاء الله تعالى) إتمام حفركم وخروجكم إلى الناس (واستثنوا) أي: قالوا: (إن شاء الله) أي: علقوا إتمام حفرهم على مشيئة الله تعالى (فـ) ببركة مشيئة الله التي علقوا بها (يعودون إليه) أي: إلى السد (وهو) أي: والحال أن السد كائن (كهيئته) أي: على صفته (حين تركوه) من كون بعضه محفورًا وبقاء بعضه (فيحفرونه) إذا رجعوا إليه؛ أي: يحفرون ما بقي من السد (ويخرجون على الناس) غالبين عليهم (فينشفون) أي: فيجعلون ما على الأرض كلها من الأنهار والعيون ناشفًا يابسًا بشربهم (الماء) كله.
وفي رواية الترمذي:(فيستقون المياه) وفي رواية أبي سعيد عند أحمد: (ويشربون مياه الأرض) قال السندي: قوله: (فينشفون الماء) أصل النشف: دخول الماء في الأرض أو في الثوب، يقال: نشفت الأرض الماء تنشفه نشفًا؛ شربته، ونشف الثوب العرق وتنشفه؛ أي: امتصه.
(ويتحصن الناس) أي: يستحفظون ويستترون (منهم) أي: من شرهم وإذايتهم (في حصونهم) المشيدة (فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع) من السماء و (عليها) أي: على السهام (الدم الذي اجفظ) ويَبِسَ عليها (فيقولون) أي: يقول بعضهم لبعض: (قهرنا أهل الأرض) أي: غلبنا عليهم