للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْأَرْضِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ، وَلَنُنَازِلَنَّ أَهْلَ السَّمَاء، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَهُزُّ حَرْبَتَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ مُخَضَّبَةً بِالدَّم، فَيَقُولُونَ: قَدْ قَتَلْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ؛ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ .. إِذْ بَعَثَ اللهُ دَوَابَّ كَنَغَفِ الْجَرَاد، فَتَأْخُذُ أَعْنَاقَهَمْ فَيَمُوتُونَ مَوْتَ الْجَرَاد، يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيُصْبِحُ الْمُسْلِمُونَ لَا يَسْمَعُونَ لَهُمْ

===

(فيقول قائلهم) أي: قائل من يأجوج ومأجوج: (هؤلاء) الذي قاتلناهم (أهل الأرض) فـ (قد فرغنا) وانصرفنا (منهم) أي: من قتالهم (ولننازلن) الآن؛ أي: لنحاربن ونقاتلن (أهل السماء) التنازل كالتقاتل؛ هو التضارب بين الفريقين، وهو النزول عن المركوب (حتى إن أحدهم ليهز) من باب شد؛ أي: ليرمي (حربته) وهو الرمح الصغير (إلى) جهة (السماء، فترجع) حربته إليه (مخضبة) أي: ملطخة (بالدم، فيقولون) أي: يقول بعضهم لبعض: (قد قتلنا أهل السماء) وهذا الدم شاهد على ذلك.

(فبينما هم) أي: فبينما أوقات مُحَادَثَتِهِمْ (كذلك) أي: بقولهم: قد قاتلنا أهل الأرض، والآن قد قتلنا أهل السماء (إذ بعث الله) عز وجل، و (إذ) فجائية رابطة لجواب (بينما) والتقدير: فبينما أوقات محادثتهم كذالك .. فاجأهم بعث الله وإرساله عليهم (دواب) جمع دابة (كنغف) أي: مثل نغف (الجراد) ونغف الجراد: ما تحت جناحه من الذنب الطويل (فتأخذ) أي: تلدغ (أعناقهم) أي: رقابهم (فيموتون موت الجراد) أي: موتًا عامًّا بسرعة؛ كموت الجراد الذي نزل على البحر ظنًّا منه بأنه الروضة.

والنغف: دود تكون في أنوف الإبل والغنم، واحدتها نغفة؛ أي: يموتون دفعة واحدة، حالة كون أمواتهم (يركب بعضهم بعضًا) لكثرتهم (فيصبح) أي: يدخل (المسلمون) في الصباح حالة كونهم (لا يسمعون لهم) أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>