للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَعُمُّونَ الْأَرْضَ، وَيَنْحَازُ مِنْهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى تَصِيرَ بَقِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ فِي مَدَائِنِهِمْ وَحُصونِهِمْ، وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهُمْ، حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَمُرُّونَ بِالنَّهَرِ فَيَشْرَبُونَهُ حَتَّى مَا يَذَرُونَ فِيهِ شَيْئًا، فَيَمُرُّ آخِرُهُمْ عَلَى أَثَرِهِمْ فَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: لَقَدْ كَانَ بِهَذَا الْمَكَانِ مَرَّةً مَاء، وَيَظْهَرُونَ عَلَى الْأَرْضِ

===

والحدب - بفتحتين -: غليظ الأرض ومرتفعها (ينسلون) أي: يسرعون إلى مكان مرتفع ويصعدون عليه (فيعُمُّون) من العموم؛ أي: فيَشْمَلُون (الأرض) أي: أرجاء الأرض كلها، ويدخلونها كلها ويحيطون بها (وينحاز منهم) أي: يترك (المسلمون) لهم مدائنهم وأمصارهم ويَفْصِلُون عنهم، ويشردون إلى رؤوس الجبال، يقال: انحاز القوم مراكزهم؛ أي: تركوها وخرجوا منها إلى آخَر (حتى تصير) وترجع (بقية المسلمين) غير الخارجين إلى رؤوس الجبال متسترين (في مدائنهم وحصونهم) ومختفين عنهم (ويضمون) أي: يضم بقية المسلمين المتسترين عنهم في حصونهم، ويجمعون (إليهم) أي: إلى مراكزهم وحصونهم (مواشيهم) ودوابهم.

وينتشرون في الأرض (حتى إنهم) أي: إن يأجوج ومأجوج، و (إن) هنا مكسورة الهمزة لا غير؛ بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها؛ أي: ينتشرون في الأرض حتى إنهم (ليمرون بالنهر) من الماء (فيشربونه) مرةً (حتى ما يذرون) ولا يتركون (فيه) أي: في ذلك النهر (شيئًا) من الماء، لا قليلًا ولا كثيرًا (فيمر آخرهم على أثرهم) أي: على عقبهم على ذلك النهر (فيقول قائلهم) أي: قائل من آخرهم؛ أي: يقول الآخرون بعضهم لبعض: والله (لقد كان) أي: والله؛ لقد كان (بهذا المكان مرة) أي: مرةً من المرات (ماء) فأين هو الآن؟ (ويظهرون) أي: ويظهر يأجوج ومأجوج (على) جميع أرجاء (الأرض) مشارقها ومغاربها، جنوبها وشمالها، ويغلبون عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>