للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حِسًّا، فَيَقُولُونَ: مَنْ رَجُلٌ يَشْرِي نَفْسَهُ وَيَنْظُرُ مَا فَعَلُوا؟ فَيَنْزِلُ مِنْهُمْ رَجُلٌ قَدْ وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَى أَنْ يَقْتُلُوهُ، فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى، فَيُنَادِيهِمْ: أَلَا أَبْشِرُوا؛ فَقَدْ هَلَكَ عَدُوُّكُمْ، فَيَخْرُجُ النَّاسُ وَيُخْلُونَ سَبِيلَ مَوَاشِيهِمْ، فَمَا يَكُونُ لَهُمْ رَعْيٌ إِلَّا لُحُومُهُمْ، فَتَشْكَرُ عَلَيْهَا كَأَحْسَنِ مَا شَكِرَتْ مِنْ نَبَاتِ أَصَابَتْهُ قَطُّ".

===

ليأجوج ومأجوج (حسًّا) أي: تحركًا وصوتًا (فيقولون) أي: يقول المسلمون بعضهم لبعض: (من) - بفتح الميم - في محل الرفع مبتدأ، خبره: (رجل) أي: من رجل منا (يشري نفسه) أي: يبيع نفسه لله (وينظر) لنا (ما فعلوا) أي: أيُّ شيء فعل يأجوج ومأجوج؟ (فينزل) من الجبل (منهم) أي: من المسلمين (رجل قد وطن) وهيأ (نفسه) وسلم (على أن يقتلوه) أي: على أن يقتل يأجوج ومأجوج نفسه.

(فـ) لما نزل إليهم .. (يجدهم موتى) أي: وجدهم موتى (فيناديهم) أي: فنادى المسلمين (ألا) أي: انتبهوا واسمعوا ما أقول لكم من البشارة؛ وهي قولي: فـ (أبشروا) بالنصر على أعدائكم وسلامتكم من شرهم (فقد هلك) ومات (عدوكم، فيخرج الناس) من المسلمين من مدنهم وحصونهم (ويخلون) أي: يتركون (سبيل مواشيهم) إلى المرعى (فما يكون لهم) أي: لمواشيهم (رعي) أي: أكل من الحشيش (إلا لحومهم) أي: إلا أكل لحوم يأجوج ومأجوج (فتَشْكَرُ) - بفتح الكاف - أي: فتَشْكَرُ وتَسْمَن (عليها) أي: منها؛ أي: من أكل لحوم يأجوج ومأجوج (كأحسن ما شَكِرَتْ) - بكسر الكاف - أي: كأحسن (ما سمنت) تلك المواشي (من) أكل (نبات) وحشيش (أصابته) وأكلته (قط) أي: فيما مضى من الزمان.

وكلمة (قط): ظرف مستغرق لما مضى من الزمان ملازم للنفي غالبًا.

قال السندي: قوله: (فتشكر عليها) أي: تسمن وتمتلئ شحمها، يقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>