للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

إِذْ بَعَثَ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ،

===

هم فيه .. (إذ بعث الله) عز وجل وأَرْسل إليه (عيسى ابن مريم فينزل) عيسى من السماء (عندَ المنارَة) - بفتح الميم - أي: عند المِئْذَنةِ (البيضاء) الكائنة تلك المنارة في (شرقي) مدينة (دمشق) اسم مدينة مشهورة بالشام، سميت باسم أول من بناها؛ وهو دمشق بن نمروذ عدو إبراهيم الخليل عليه السلام، وولده (دمشق) آمن بإبراهيم عليه السلام، وهاجر معه من العراق إلى الشام، وهو من صلحاء أتباع إبراهيم؛ كما بيناه في تفسيرنا "حدائق الروح والريحان" وفي أوائل "الكوكب الوهاج".

و(إذ) هنا فجائية رابطة لجواب (بينما)، وقوله: (شرقي دمشق) بنصب (شرقي) على الظرفية وإضافته إلى دمشق؛ أي: فينزل عيسى عند المنارة البيضاء، حالة كون عيسى (بين مهرودتين) أي: لابسأ حلتين مصبوغتين بورس أو زعفران؛ والمهرودتان - بالدال المهملة ويعجم - أي؛ حالة كون عيسى بينهما؛ بمعنى: لابسهما. انتهى من "المرقاة"، والمهرود: الثوب الذي يصبغ بالورس ثم بالزعفران، قاله في "النهاية".

قوله: "عند المنارة البيضاء " قال النووي: وهذه المنارة موجودة اليوم شرقي دمشق، وظاهر هذا أن عيسى عليه السلام ينزل بدمشق، وهذا ما جزم به البرزنجي في كتاب "الإشاعة في أشراط الساعة" (ص ١٤٥).

وقال السيوطي في "مصباح الزجاجة" (ص ٢٩٧): قال ابن كثير: هذا هو الأشهر في موضع نزول عيسى، وقد جددت هذه المنارة في زماننا، في سنة إحدى وأربعين وسبع مئة، من حجارة بيض، ولعل هذا؛ يكون من دلائل النبوة الظاهرة، فرضي الله تعالى بناء هذه المنارة؛ لينزل عليها عيسى ابن مريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>