للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ؛ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ

===

والرمية: مرة من الرمي؛ والمراد: أنه يفرق جسمه حتى يصير قطعتين بينهما مسافة بقدر رمية الغرض، وهذا المعنى هو الذي رجحه أكثر الشراح، ولكنه فيه بعد؛ كما قاله القرطبي.

قال القرطبي: والأولى فتح الجيم في (جزلتين) مع سكون الزاي؛ لأن جزلتين هنا مُلَاقٍ في المعنى لِيَقْطَعه، فكأنه قطَعَهُ قِطعتَين، أو جَزلَه جَزْلَتين، وجَزْلَة مصدرٌ محدودٌ لجَزل جزلًا وجزلةً، ويجوز كسرها على أنه اسم؛ يعني: قسمه قطعتين وفرقتين.

وقوله: (رَمْية الغرض) منصوب نصب المصدر؛ أي: كرمية الغرض في السرعة والإصابة.

وقيل: المعنى: جعل بين القطعتين مثل رمية الغرض، وفيه بُعْدٌ، والأول أشبه. انتهى من "المفهم".

(ثُمَّ) بعد قَتْلِه بالسيف (يدعوه) الدجالُ ويناديه (فيقبل) ذلك المقتول ويأتي إلى الدجال، حالةَ كونه (يتهلَّلُ) أي: يُضيء (وجههُ) مثل ضوء الهلال والقمر؛ أي: يُقبل إليه، حالة كونه (يضحك) والجملة حال ثانية من فاعل (يقبل) أي: يقبل إلى الدجال حالة كونه ضاحكًا بشاشًا. انتهى من "المرقاة".

والمعنى: يصير حيًّا بعدما كان ميتًا، وقد ذكرنا أن كل ما يظهر على يدي الدجال من الخوارق استدراجٌ له (فبينما هو) أي: الدجال كائن (كذلك) أي: مُلْتَبِسٌ بذلك؛ من قتلهِ وإحيائه؛ أي: فبينما أوقات كون الدجال على ذلك المذكور من قتله وإحيائه، هذه روايات مسلم.

وفي روايةِ ابن ماجه: (فبَيْنَما هُم كذلك) أي: الناسُ والدجالُ مشغولِون بما

<<  <  ج: ص:  >  >>