للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ مَا بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَك، فَيَنْطَلِقُ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ ألنَّحْل، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ ضَرْبَةً فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَض،

===

(عنهم، فيصبحون) أي: فيصيرون في صباح ذلك اليوم (ممحلين) أي: مصابين بالمحل وفي بعض الروايات: (آزِلِينَ)، والمحل والأزل والقحط والجدب كلها بمعنىً واحد، وفي "القاموس": (المحل) على وزن فحل: الجدب والقحط.

والإمحال: كون الأرض ذات جدب وقحط، يقال: أَمْحَلَ البلدُ؛ إذا أزل وأَفْقرَ بسببِ انقطاعِ المطر ويبس الأرض، حال كونهم (ما بأيديهم شيء) من أموالهم أي: من مواشيهم (ثم يَمرُّ) الدجال (بالخَرِبة) - بفتح الخاء المعجمة وكسر الراء -: المكان الخربُ الذي ليس فيه نبات ولا زرع؛ أي: يَمرُّ على الأرض الخالية عن النبات والأبنية التي ليس بها أنيس (فيقول) الدجال (لها) أي: لتلك الخربة: (أخرجي كنوزك) أي: معادنك التي خلقها الله فيك (فينطلق فتتبعه) أي: فتتبع الدجال (كنوزها)؛ أي: كنوز تلك الخربة ومعادنها، حالة كون الدجال (كيعاسيب النحل) وأُمرائها التي تتبعها سائر النحل؛ واليعاسيب جمع يعسوب؛ واليعسوب: أمير النحل وسلطانه الذي إذا طار .. تبعته جماعته.

والمعنى: أن كنوز الأرض تتبع الدجال؛ كما تتبع النحل أميرها، فشبه الدجال باليعسوب، والكنوز بالنحل.

(ثم) بعدما ذكر من تبعية الكنوز له (يدعو) الدجال (رجلًا ممتلئًا) أي: مملوئًا (شبابًا) وقوةً (فيضربه) أي: فيضرب الدجال ذلك الرجل الشاب (بالسيف ضربةً فيقطعه) به حتى يصير ذلك الرجل الشاب (جزْلَتين) أي: قطعتين وفرقتين منفصلتين مثل (رَمْيَة الغَرض) أي: مثلَ قطعبما منفصلة من الغَرَض والهَدَف إذا رميت بالسهم؛ والغرض: هو الهدف الذي يرمى إليه؛

<<  <  ج: ص:  >  >>