للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

"كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ"، قَالَ: "فَيَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ وَيُؤْمِنُونَ بِه، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ، وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ، وَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرىً،

===

(كالغيث) أي: كإسراع الغيث الذي (استدبرته الريح) العاصفة؛ أي: الشديدة الهبوب، قال الأبي: علموا أن له إسراعًا، فسالوا عن كيفيته لقولهم: (ما لبثه؟ ).

والمراد بـ (الغيث): الغيم؛ إطلاقًا للسبب على المسبب؛ أي: يسرع في الأرض إسراع الغيم إذا استدبرته وجاءت وراءه الريح العاصفة؛ أي: يسرع الدجال في سيره وتَجوُّلهِ في نواحي الأرض وأرجائها؛ كإسراع الغيث الذي استدبرته الريح العاصفة، وهو كناية عن سرعة سيره في الأرض، وقطع المسافات البعيدة في أسرع وقت.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيأتي) الدجال في تَجوُّله في الأرض؛ أي: يمر على (القوم فيدعوهم) إلى الإيمان به وتصديق ألوهيته (فيستجيبون له) إلى ما دعاهم إليه؛ من تصديق ألوهيته (ويؤمنون به) أي: ويصدقون بألوهيته، وهذه الجملة مفسرة للجملة التي قبلها (فيأمر السماء أن تمطر) لهم، (فتمطر) لهم؛ مجازاة لهم على الإيمان به وإجابتهم إلى دعوته (ويأمر الأرض أن تنبت) لهم (فتنبت) لهم؛ مجازاةً لهم على إيمانهم به (وتروح) أي: ترجع (عليهم) فيما بعد الزوال (سارحتهم) أي: ماشيتهم التي تسرح؛ أي: تذهب أول النهار إلى المرعى.

والسارحة: المواشي التي تخرج للسرح؛ وهي: الرعي؛ كالإبل والبقر والغنم؛ أي: ترجع إليهم سارحتهم آخر النهار إلى مراحها، حالة كونها (أطول ما كانت) عليه مِنْ قَبْلُ (ذُرىً) أي: تامًا، ونصبه على التمييز.

والذرى - بضم الذال المعجمة، جمع ذروة بضمها أيضًا - وهي الأسنمة،

<<  <  ج: ص:  >  >>