للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ تَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: "فَاقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ"، قَالَ: قُلْنَا: فَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ:

===

وهذا ممكن، لا سيما وذلك الزمان تنخرق فيه العوائد كثيرًا، لا سيما على يدي الدجال.

(قلنا) معاشر الحاضرين: (يا رسول الله؛ فذلك اليوم الذي كسنة) أ (تَكْفِينا) وتُجزِئُنا (فيه صلاة يوم) واحد؛ وهي خمس صلوات فقط؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكفيكم فيه صلاة يوم واحد، بل (فاقدروا له) أي: لذلك اليوم (قدره) أي: قدر اليوم من سائر الأيام.

قال النووي رحمه الله تعالى: ومعنى: "اقدروا له قدره" أنه إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون من بينه وبين الظهر كل يوم .. فصلوا الظهر، ثم إذا مضى بعده قدر ما يكون بينها وبين العصر .. فصلوا العصر، وإذا مضى بعد هذا قدر ما يكون بينها وبين المغرب .. فصلوا المغرب، وكذا العشاء والصبح، ثم الظهر، ثم العصر، ثم المغرب، وهكذا حتى ينقضي ذلك اليوم، وقد وقَعَ صلواتُ سنةٍ فرائض كلُّها مؤداةٌ في وقتها.

وأما الثاني الذي كشهر، والثالث كجمعة .. فقياس اليوم الأول أن يقدر لهما كاليوم الأول؛ على ما ذكرناه، والله أعلم.

وقال القاضي عياض: في قوله: "اقدروا له ... " إلى آخره، هذا حكم مخصوص بذلك اليوم، شرعه لنا صاحبُ الشرع، ولَوْ وُكِلْنَا فيه إلى الاجتهادِ .. لكانَتْ الصلاةُ فيه عند الأوقات المعروفة في غيره من الأيام. انتهى.

(قال) النواس بن سمعان: (قلنا) معاشر الحاضرين عند الرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله (فما) قدر (إسراعه) أي: قدر إسراع الدجال في سيره (في الأرض؟ قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: قدر إسراعه في الأرض

<<  <  ج: ص:  >  >>