للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يَا عِبَادَ اللهِ؛ اثْبُتُوا قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَمَا لُبْثُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ يَوْمًا؛ يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ

===

والتعبير بالماضي عن المستقبل إشعار بأنه محقق الوقوع لا محالة.

(يا عباد الله؛ اثبتوا) على دينكم دين الإسلام، ولا تؤمنوا به، وهذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم يَأْمُر مَنْ لَقِيَ الدجالَ أن يَثْبُتَ ويَصْبِرَ؛ فإِن لُبْثَه في الأرض قليل؛ على ما يأتي.

وأما من سمع به ولم يلقه .. فليبعد عنه، وَلْيَفِرَّ منه بنفسه؛ كما أخرجه أبو داوود من حديث عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمع الدجال .. فَلْيَنْأَ عنه، والله؛ إِنَّ الرجلَ لَيَأْتِيهِ وهو يحسب أنه مؤمن، فيَتْبَعُه مِمَّا يَبعث به من الشُّبهات، أو لما يبعث به من الشبهات" رواه أبو داوود (٤٣١٩).

قال النواس بن سمعان: (قلنا) معاشر الحاضرين: (يا رسول الله؛ وما لبثه) أي: مكثه (في الأرض؟ قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: قدر لبثه في الأرض ومدته (أربعون يومًا؛ يومٌ) أولُ منها طُولُه (كـ) طُولِ (سنة، ويومٌ) ثان منها طُولهُ (كـ) طولِ (شهر، ويوم) ثالث منها طوله (كـ) طول (جمعة) وأسبوع (وسائر أيامه) أي: أيام الدجال (كأيامكم) أي: باقي أيام مكثه في الأرض؛ أي: قدرها كقدر أيامكم.

قال القرطبي: ظاهر هذا الكلام أن الله تعالى يخرق العادة في تلك الأيام، فيبطئ بالشمس عن حركتها المعتادة في أول يوم من تلك الأيام، حتى يكون أول يوم منها كمقدار سنة معتادة، ويبطئ بالشمس في الثاني منها، حتى تكون كمقدار شهر معتاد، ويبطئ الشمس في الثالث منها حتى يكون كمقدار جمعة،

<<  <  ج: ص:  >  >>