قال علي القاري في "المرقاة"(١٠/ ١٦٢): قلتُ: لا شك في تشبيهه به إِلا أنه لما كان معرفةُ المشبَّه في عالمِ الكشف أو المنامِ .. عبر عنه بـ (كأَنِّي) كما هو المعتبر في الرؤيا، والله أعلم.
ويمكن أن يقال: لما لم يوجد في الكون أقبح منه صورة، فلا يَتِمُّ التشبيهُ مِن جميع الوجوه، بل ولا من وجه واحد .. عدل عن صيغة الجزم وعبَّر عنه بما عَبَّر به منه ثم في صيغة الحال؛ إشعارًا باستحضار صورة المآل. انتهى.
(فمن رآه) أي: رأى الدجال (منكم) أيها المسلمون .. (فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف) زاد أبو داوود من طريق صفوان بن صالح: (فإنها جواركم من فتنته)، والجوار - بكسر الجيم -: الأمان.
(إنه) أي: إن الدجال (يخرج) ويظهر (من خلة) أي: في خلة وطريق (بين الشام والعراق) وقيل للطريق والسبيل: خلة؛ لأنه خل وفصل ما بين البلدتين (فعاث) أي: أفسد في الأرض (يمينًا) أي: في يمينه (وعاث) أي: أفسد في الأرض (شمالًا) أي: في شماله، وفي مشارقها ومغاربها وجنوبها.
روي (عاث) بالعين المهملة والثاء المثلثة مفتوحة غير منونة؛ على أنه فعل ماض، وبكسرها وتنوينها؛ على أنه اسم فاعل؛ أي: فهو عاث في الأرض يمينًا وشمالًا.
يقال: عثا في الأرض يعثو؛ إذا أفسد، وكذلك عثي - بالكسر - يعثى؛ من باب رضي، ومنه قوله تعالى:{وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}(١)،