للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرٌ فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ،

===

معه، وأن الله تعالى يثبتهم بعد ذلك ويجمع كلمتهم ويقيم أمرهم ويعز دينهم، وقد كمل الله تعالى له ذلك بعد بدر الثانية، وهي المرادة في هذا الحديث، على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى. انتهى من "المفهم".

(فذهب وهلي) - بفتح الهاء - أي: وهمي وظني واعتقادي؛ أي: مال ظني (إلى أنها) أي: إلى أن تلك الأرض (اليمامة)؛ وهي المنطقة المعروفة من نجد أرض الحجاز، وهي المسماة الآن بـ (الرياض).

(أو هجر) - بفتحتين - وهي مدينة معروفة، وهي قاعدة البحرين، وهي من مساكن عبد القيس، وقد سبقوا غيرهم إلى الإسلام، وأفاد ياقوت أن هجر أيضًا بلد باليمن، فهذا أولى بالتردد بينها وبين اليمامة، لأن اليمامة بين مكة والمدينة، كذا في مناقب "فتح الباري" (٧/ ٢٢٨). انتهى "نووي".

قوله: (وهلي) والوهل - بفتح الهاء -: هو ما يقع في خاطر الإنسان ويهم به، وقد يكون في موضع آخر بمعنى: الغلط، وليس مرادًا هنا بوجه؛ لأنه لم يجزم بأنها واحدة منهما، وإنما جوز ذلك؛ إذ ليس في المنام ما يدل على التعيين، وإنما رأى أرضًا ذات نخل، فخطر له ذانك الموضعان؛ لكونهما من أكثر البلاد نخلًا، ثم إنه لما هاجر إلى المدينة .. تعينت له تلك الأرض، فأخبر عنها بعد هجرته إليها بقوله: (فإذا هي) أي: تلك الأرض التي رأيتها في المنام (المدينة) المنورة (يثرب) بدل من المدينة، أو عطف بيان لها أو صفة لها؛ أي: المسماة في الجاهلية بـ: (يثرب) فسماها الله تعالى (المدينة) وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم (طابة) و (طيبة) لطيب قريحة أهلها وضمائرهم، والله أعلم.

و(إذا) فجائية، دخلت على الجملة الاسمية؛ والتقدير: فذهب وهلي إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>