الخلائق (وأما الطريق التي عرضت) وكشفت لك (عن) جهة (يسارك .. فطريق أهل النار، ولست) أنت (من أهلها) أي: من أهل النار، فلذلك منعك الملك عن سلوكها.
(وأما الطريق التي عرضت) وكشفت لك ثانيًا (عن) جهة (يمينك .. فطريق أهل الجنة) وأنت من أهلها، ولذلك أذن لك الملك في سلوكها (وأما الجبل الزلق) الدحض .. (فمنزل الشهداء) وأنت لست منهم (وأما العروة التي استمسكت بها .. فعروة الإسلام، فاستمسك بها حتى تموت) قال خرشة بن الحر: قال ذلك الشيخ الذي رأى في المنام: (فأنا أرجو) من الله (أن أكون من أهل الجنة) كما أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فسر لي المنام.
قال خرشة بن الحر:(فإذا هو) أي: ذلك الرجل الذي رأى المنام: هو (عبد الله بن سلام) الإسرائيلي المدني رضي الله تعالى عنه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع؛ منها: كتاب مناقب الأنصار، باب مناقب عبد الله بن سلام، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن سلام، وأحمد في "المسند".
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.