ذلك الرجل في الطريق العظيم (طريق) آخر واسع عظيم (على) جانب (يساري).
قال عبد الله:(فأردت) أي: قصدت أنا (أن أسلكها) أي: أن أدخل تلك الطريق اليسارية وأذهب فيها (فقال) لي الرجل الذي معي: (إنك لست من أهلها) أي: من أهل هذه الطريق؛ فإنها طريق أهل الشمال التي توصلهم إلى جهنم (ثم عُرِضَتْ عليَّ طريق عن يميني فسلكْتُها) أي: دخلتها ومشيت فيها.
(حتى إذا انتهيت) ووصلت (إلى جبل زلق) - بفتحتين - أي: صاحبِ زَلَاقَةٍ ومَلَاسَةٍ لا يستقرُّ القدم عليه، يقال: زَلِقَ؛ من باب طرب، زلَقًا - بالتحريك - الدَّحْضُ، وهو في الأصل مصدر زلقت رجله؛ والزلق والمَزْلَقة: الموضع الذي لا تَثْبُتُ عليه قَدَم، وكذا الزلاقةُ؛ ومنه قوله:{فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا}(١)؛ أي: أرضًا ملساء ليس فيها شيء. انتهى من "المختار".
والفاء في قوله:(فأخذ بيدي) زائدة في جواب (إذا) أي: حتى إذا انتهيت إلى جبل زلق .. أخذ الملك بيدي (فزجل) الملك (بي) أي: رماني ودفع بي إلى فوق الجبل؛ وزجل - بالجيم - بمعنى رمى، وأكثر ما يستعمل في الشيء الرخو الخفيف؛ وزحل - بالحاء المهملة - قريب منه؛ يقال: زحلت الشيء: نحيته وأبعدته، وروي بالوجهين، ورواية الجيم أصح وأولى. انتهى من "الأبي".
وقال القرطبي: قوله: (فزجل بي) يروى بالجيم وبالحاء المهملة؛ فبالجيم