وتنزيهه من النقائص، وهو مشتمل على الصفات السلبية والثبوتية (والتحميد) أي: وصفه بالكمالات؛ وهو من الصفات الثبوتية.
وجملة (ينعطفن) مسوقة لتعليل الجملة الاسمية المسوقة قبلها؛ والمعنى: وإنما قلت لكم: إن هذه الثلاث مما كلفتم به؛ لأن هذه الثلاثة ينعطفن ويدُرْنَ (حولَ العرش) العظيم ويَطُفْنَ به حالة كونها (لهن) أي: لهذه الثلاث من التسبيح والتهليل والتحميد (دَوِيٌّ) أي: صوت شديد؛ والدَّوِيُّ: هو ما يَظْهَر من الصوت ويُسمع عند شدتهِ وبُعْدِه في الهواء؛ أي: حالة كونها لها دوي (كدوي النحل) عند اجتماعِها في الكوَّارةِ في الليل خاصَّةً في آخره حالة كون تلك الثلاثة (تذكر) الله تعالى (بـ) صوت (صاحبها) أي: قائلها في الأرض؛ أي: تأخذ صوت قائلها في الأرض حول العرش؛ كما تأخذ الجبال في الأرض صوت المنادي بينها، وهذا مبني على تشكيل الأعمال والمعاني بأشكال مختلفة، والهمزة في قوله:(أما) للاستفهام التقريري، و (ما) نافية؛ أي: بل (يُحِبُّ أحدُكم) أيها الذاكرون (أن يكون له) أي: لذلك الأحد (منْ يُذَكِّر) من التذكير؛ أي: مَنْ يُذكر غَيْرَه (به) أي: بذلك الأحد بحكاية صوته، أو بذكر خصاله الحميدة لذلك الغير؛ لِيُقدِّرَه ذلك الغَيْرُ إِذا رآه.
قال النعمان بن بشير:(أو) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال له) أي: لذلك الأحد الذي يذكر الله بالتسبيح والتهليل وغيرهما (من يذكر) من التذكير؛ أي: أو قال رسول صلى الله عليه وسلم: لا يزال له؛ أي: لذلك الأحد الذاكر (مَنْ يُذكِّر) غيره (به) أي: بمنقبة ذلك الذاكر بحكايةِ صوته كالدوي، أو ذِكْرِ خصالهِ الحميدة، والشك من الراوي فيما قاله الرسول من أيِّ اللفظين.