(٢) آذن: أعلَمَ وأخبر. (٣) [البقرة/١٦٤] (٤) (حب) ٦٢٠ , انظر الصَّحِيحَة: ٦٨ , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: ١٤٦٨ وقال الألباني في الصَّحِيحَة: في الحديث فضل النبي - صلى الله عليه وسلم - وكثرة خشيته، وخوفه من ربه، وإكثاره من عبادته، مع أنه تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو المنتهى في الكمال البشري , ولا جرم في ذلك , فهو سيد البشر - صلى الله عليه وسلم - لكن ليس فيه ما يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - قام الليل كله، لأنه لم يقع فيه بيانٌ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتدأ القيام من بعد العشاء , أو قريبا من ذلك. بل إن قوله: " قام ليلة من الليالي فقال ... " الظاهر أن معناه " قام من نومه .... " أي نام أوله , ثم قام، فهو على هذا بمعنى حديثها الآخر " كان ينام أول الليل، ويحي آخره ... " أخرجه مسلم (٢/ ١٦٧) وإذا تبين هذا فلا يصح حينئذ الاستدلال بالحديث على مشروعية إحياء الليل كله، كما فعل الشيخ عبد الحي اللكنوي في " إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس بدعة "، قال (ص ١٣): فدل ذلك على أن نفي عائشة قيام الليل كله محمول على غالب أوقاته - صلى الله عليه وسلم - ". قلت: يشير بـ " نفي عائشة " إلى حديثها الآخر: " ولم يقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة يتمها إلى الصباح، ولم يقرأ القرآن في ليلة قط ". أخرجه مسلم (٢/ ١٦٩ - ١٧٠) وأبو داود (١٣٤٢) واللفظ له. قلت: فهذا نص في النفي المذكور لَا يقبل التأويل، وحَمْلُه على غالب الأوقات إنما يستقيم لو كان حديث الباب صريحَ الدلالة على أنه - صلى الله عليه وسلم - قام تلك الليلة بتمامها، أما وهو ليس كذلك كما بينا، فالحمل المذكور مردود، ويبقى النفي المذكور سالما من التقييد , وبالتالي تبقى دلالته على عدم مشروعية قيام الليل كله قائمة، خلافا لما ذهب إليه الشيخ عبد الحي في كتابه المذكور , وفيه كثير من المؤاخذات التي لَا مجال لذكرها الآن , وإنما أقول: إن طابعه تساهل في سرد الروايات المؤيدة لوجهة نظره، من أحاديث مرفوعة، وآثار موقوفة، وحسبك مثالا على هذا أنه ذهب إلى تحسين حديث: " أصحابي كالنجوم , بأيهم اقتديتم اهتديتم " تقليدا منه لبعض المتأخرين , دون أن ينظر في دعواهم هل هي تطابق الحقيقة , وتوافق القواعد العلمية؟ , مع ما في التحسين المذكور من المخالفة لنصوص الأئمة المتقدمين كما بينته في " الأحاديث الضعيفة " (٥٢) فراجعه لتزداد بصيرة بما ذكرنا. أ. هـ