وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ: مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّهُ طَلَبَ الْكَفَافَ , فَإِنَّ الْقُوتَ: مَا يَقُوتُ الْبَدَنَ وَيَكُفُّ عَنِ الْحَاجَةِ , وَفِي هَذِهِ الْحَالَةِ سَلَامَةٌ مِنْ آفَاتِ الْغِنَى وَالْفَقْرِ جَمِيعًا. كذا في " فتح الباري " (١١/ ٢٩٣). قلت: ومما لا ريب فيه أن الكفافَ يختلفُ باختلافِ الأشخاصِ والأزمانِ والأحوال، فينبغي للعاقلِ أن يحرصَ على تحقيقِ الوضعِ الوسَط المناسبِ له، بحيث لا تُرْهِقه الفاقة، ولا يسعى وراء الفُضول الذي يوصله إلى التَّبَسُّط والتَّرَفُّه فإنه في هذه الحال قلَّما يَسْلَم من عواقب جَمْع المال، لاسيما في هذا الزمان الذي كثُرت مفاتِنُه، وتيسَّرت على الأغنياء سُبُله. أعاذنا الله تعالى من ذلك، ورزقنا الكفاف من العيش. أ. هـ (٢) (م) ١٢٦ - (١٠٥٥) , (خ) ٦٠٩٥ , (ت) ٢٣٥٨ , (جة) ٤١٣٩ , (حم) ٧١٧٣