ونقلَ أبو العَبَّاس الدَّاني في الإِيماء إلى أَطْرافِ الموطأ (٤/ ١٩٩) عن ابن معين أنَّ أبَا سَلَمَة الخُزاعِي قَال فِيهِ عَنْ مالِك: (قَتَقْبِصُ): يُريدُ بالقَافِ، والبَاء المعْجَمة بواحِدَةٍ، من (القَبْصِ)، حَكاه الدَّارَقُطني، وَهُو تَصْحِيفٌ. قلت: كلامُ ابن مَعِينٍ في كتاب التاريخ له - رواية عبَّاس الدُّوري - (٤/ ٤٠٢)، لكنَّ المُثْبَتَ فِيه: (تَفْتَضُّ)!!، ثُمَّ قَال أَبُو سَلَمَة: "هَكَذا قالَ مَعْنٌ، وَحَجَّاجٌ عن مَالِكٍ: (فَتَفْتضُّ) ". وروايةُ أبي سَلَمة المشَارِ إِلَيْهَا عَزَاهَا مُحَقِّق الإيماء إلى تاريخِ ابن أبي خيثمة (ص: ٢٤٧ - ٢٤٨) (رقم: ٣٧٣ - رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، بتحقيق: كمال بن محمد المالقي)، لكنَّ الرِّوايَةَ فِيه: (فَتَفْتَضُّ)!! وقد رجعتُ إِلى التَّاريخ لابنِ أبي خَيْثَمة المطْبوع بتَحْقِيق صَلاح بن فَتْحي هلال (٢/ ٨٢٢)، فلم يَذْكُر فيه هذا اللفظ أَصْلًا. وقد حَكَم ابن قُتَيبة في غَريبِ الحدِيث عَلى رِوَايَة (تقبصُ) بالخَطأ، بل قَال الدَّارَقطني كَمَا تَقَدَّم: إِنَّها تَصْحِيفٌ، لكن لا يُسَلَّم لَهُم هذا، فإِنَّ الشَّافعيَّ رَوَاهَا كَذَلِك، وهُو مِنْ أَهْلِ اللِّسَان، ووَافَقَهُ عَليْها طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ العَرَبِيَّة كالأَزْهَرِيِّ وغَيْرِه، ويُنْظر: المجموع المغيث لأبي موسى المديني (٢/ ٦٥٥).