فصل بالناس، فتقدم عبد الرحمن فصلى بالناس، وقرأ في الركعتين ب «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ». و ﴿قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ﴾. واحتملوا عمر فأدخلوه منزله، فقال لابنه عبد الله: اخرج فانظر من قتلني. قال: فخرج عبد الله بن عمر فقال:
من قتل أمير المؤمنين؟ فقالوا: أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، فرجع فأخبر عمر، فقال: الحمد لله الذي لم يجعل قتلى بيد رجل يحاجنى بلا إله إلا الله، ثم قال: انظروا إلى عبد الرحمن بن عوف، فذكر الخبر في الشورى بتمامه.
حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابى، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا على بن مجاهد، قال: اختلف علينا في شأن أبى لؤلؤة، فقال بعضهم: كان مجوسيا، وقال بعضهم: كان نصرانيا، فحدثنا أبو سنان سعيد بن سنان، عن أبى إسحاق الهمداني، عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: كان أبو لؤلؤة أزرق نصرانيا، وجأه بسكين له طرفان، فلما جرح عمر جرح معه ثلاثة عشر رجلا في المسجد، ثم أخذ، فلما أخذ قتل نفسه.
واختلف في سن عمر ﵁ يوم مات، فقيل: توفى وهو ابن ثلاث وستين سنة كسن النبي ﷺ وسن أبى بكر حين توفيا، روى ذلك من وجوه، عن معاوية، ومن قول الشعبي.
وروى عبيد الله ابن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: توفى عمر وهو ابن بضع وخمسين سنة.