للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بحسب حكمته فعاشوا في بحبوحة التفويض بلا اعتراض.

تلبيس إبليس على أمتنا في العقائد

وقد أوقف أقوام مع الظواهر فحملوها على مقتضى الحس فقال بعضهم إن الله جسم تعالى الله عن ذلك: وهذا مذهب هشام بن الحكم وعلي منصور ومحمد بن الخليل ويونس بن عبد الرحمن.

ثم اختلفوا فقال بعضهم جسم كالأجسام.

ومنهم من قال لا كالأجسام.

ثم اختلفوا فمنهم من قال هو نور ومنهم من قال هو على هيئة السبيكة البيضاء.

هكذا كان يقول هشام بن الحكم وكان يقول إن إله سبعة أشبار بشبر نفسه «تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا» وأنه يرى ما تحت الثرى بشعاع متصل منه بالمرئي قلت ما أعجب إلا من حده سبعة أشبار حتى علمت أنه جعله كالآدميين والآدمي طوله سبعة أشبار بشبر نفسه وذكر أبو محمد النوبختي عن الجاحظ عن النظام أن هشام بن عبد الحكم قال في التشبيه في سنة واحدة خمسة أقاويل قطع في آخرها أن معبوده أشبر نفسه سبعة أشبار: فإن قوما قالوا أنه على هيئة السبيكة وأن قوما قالوا هو على هيئة البلورة الصافية المستوية الاستدارة التي من حيث أتيتها رأيتها على هيئة واحدة وقال هشام: هو متناهي الذات حتى قال إن الجبل أكبر منه قال وله ماهية يعلمها هو.

قال المصنف: وهذا يلزمه أن يكون له كيفية أيضا وذلك ينقض القول بالتوحيد وقد استقرأه الماهية لا تكون إلا لمن كان ذا جنس وله نظائر فيحتاج أن يفرد منها ويبان عنها والحق سبحانه ليس بذي جنس ولا مثل له ولا يجوز أن بوصف بأن ذاته أرادته ومتناهية لا على معنى أنه ذاهب في الجهات بلا نهاية: إنما المراد أنه ليس بجسم ولا جوهر فتلزمه النهاية قال النوبختي وقد حكى كثير من المتكلمين أن مقاتل بن سليمان ونعيم بن حماد وداود الحواري يقولون إن الله صورة وأعضاء.

قال المصنف: أترى هؤلاء كيف يثبتون له القدم دون الآدميين ولم لا

<<  <   >  >>