أخبرنا أبو بكر بن حبيب نا أبو سعد بن أبي صادق نا أبو باكويه قال سمعت عبد الله بن يزيد الأردبيلي يقول: سمعت أبا العباس بن عطاء يقول: من عرف أن الله أمسك عن رفع حوائجه إليه لما علم أنه العالم بأحواله.
قلت: هذا سد لباب السؤال والدعاء وهو جهل بالعلم.
أخبرنا محمد بن عبد الملك بن خيرون نا أحمد بن الحسن الشاهد قال: قرئ على محمد بن الحسن الأهوازي وأنا أسمع أبا بكر الديف الصوفي وقال: سمعت الشبلي وقد سأله شاب: يا أبا بكر لم تقول الله ولا تقول لا إله إلا الله؟ فقال الشبلي: أستحي أن أوجه إثباتا بعد نفي.
فقال الشاب: أريد حجة أقوى من هذه.
فقال: أخشى أني أؤخذ في كلمة الوجود ولا أصل إلى كلمة الإقرار.
قال المصنف ﵀: انظروا إلى هذا العلم الدقيق فإن رسول الله ﷺ كان يأمر بقول لا إله إلا الله ويحث عليها.
وفي الصحيحين عنه أنه كان يقول في دبر كل صلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وكان يقول إذا قام لصلاة الليل: لا إله إلا أنت.
وذكر الثواب العظيم لمن يقول لا إله إلا الله فانظروا إلى هذا التعاطي على الشريعة واختيار ما لم يختره رسول الله ﷺ.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي ثنا ابو علي الحسن بن محمد بن الفضل نا سهل بن علي الحساب نا عبد الله بن علي السراج قال: بلغني أن أبا الحسن النوري شهدوا عليه أنه سمع أذان المؤذن فقال: طعنه سم الموت.
وسمع نباح كلب فقال: لبيك وسعديك.
فقيل له في ذلك فقال: إن المؤذن أغار عليه أن يذكر الله وهو غافل ويأخذ عليه الأجر ولولاها ما أذن فلذلك قلت له طعنه سم الموت.
والكلب يذكر الله ﷿ بلا رياء فإنه قد قال: ﴿وإن من شيء إلا يسبح بحمده﴾.
قال المصنف ﵀: انظروا إخواني عصمنا الله وإياكم من الزلل إلى هذا الفقه الدقيق والاستنباط الطريف.