للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبيلا.

فقيل له: أولا أصلي عليهم، فقال: صلى عليهم بلا وقار ولا تجعل لها في قلبك مقدار.

قال السراج: وبلغني أن جماعة من الحلوليين زعموا أن الحق ﷿ اصطفى أجساما حل فيها بمعاني الربوبية، وأزال عنها معاني البشرية ومنهم من قال بالنظر إلى الشواهد المستحسنات ومنهم من قال حال في المستحسنات.

قال: وبلغني عن جماعة من أهل الشام أنهم يدعون الرؤية بالقلوب في الدنيا كالرؤية بالعيان في الآخرة.

قال السراج: وبلغني أن أبا الحسين النوري شهد عليه غلام الخليل أنه سمعه يقول: أنا أعشق الله ﷿ وهو يعشقني، فقال النوري: سمعت الله يقول: ﴿يحبهم ويحبونه﴾ وليس العشق بأكثر من المحبة.

قال القاضي أبو يعلى: وقد ذهبت الحلولية إلى أن الله ﷿ يعشق.

قال المصنف: وهذا جهل من ثلاثة أوجه: أحدهما من حيث الاسم فإن العشق عند أهل اللغة لا يكون إلا لما ينكح، والثاني أن صفات الله ﷿ منقولة فهو يحب ولا يقال يعشق كما يقال يعلم ولا يقال يعرف والثالث من أين له أن الله تعالى يحبه فهذه دعوى بلا دليل وقد قال النبي من قال إني في الجنة فهو في النار.

وعن أبي عبد الرحمن السلمي حكي عن عمرو المكي أنه قال: كنت أماشي الحسين بن منصور في بعض أزقة مكة وكنت أقرأ القرآن فسمع قراءتي،

<<  <   >  >>