للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه.

فقال علي لا يفوتنكم الرجل فأخذ: فقالت أم كلثوم يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين بأس قال فلم تبكين إذن ثم قال والله لقد سمعته يعني فإن أخلفني فأبعده الله وأسحقه.

فلما مات علي أخرج ابن ملجم ليقتل فقطع عبد الله بن جعفر يديه ورجليه فلم يجزع ولم يتكلم.

في عينيه بمسمار محمي فلم يجزع فجعل يقرأ: ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق﴾ حتى ختمها وإن عينيه لتسيلان فعولج على قطع لسانه فجزع.

فقيل له لم تجزع فقال أكره أن أكون في الدنيا مواتا لا أذكر الله وكان رجلا أسمر في جبهته أثر السجود لعنة الله عليه.

قال المصنف: قلت، ولما أراد الحسن أن يصالح معاوية خرج عليه من الخوارج الجراح بن سنان.

وقال أشركت كما أشرك أبوك ثم طعنه في أصل فخذه.

وما زالت الخوارج تخرج على الأمراء ولهم مذاهب مختلفة.

وكان أصحاب نافع بن الأزرق يقولون نحن مشركون ما دمنا في دار الشرك فإذا خرجنا فنحن مسلمون.

قالوا ومخالفونا في المذهب مشركون.

ومرتكبوا الكبائر مشركون والقاعدون عن موافقتنا في القتال كفرة وأباح هؤلاء قتل النساء والصبيان من المسلمين وحكموا عليهم بالشرك وكان تجدة بن عامر الثقفي من القوم فخالف نافع بن الأزرق وقال بتحريم دماء المسلمين وأموالهم.

وزعم أن أصحاب الذنوب من موافقيه يعذبون في غير نار جهنم وأن جهنم لا يعذب بها إلا مخالفوه في مذهبه: وقال إبراهيم الخوارج قوم كفار وتحل لنا مناكحتهم وموارثتهم كما كان الناس في بدء الإسلام.

وكان بعضهم يقول لو أن رجلا أكل من مال يتيم فلسين وجبت له النار.

لأن الله ﷿ أوعد على ذلك النار.

قال المصنف: ولهم قصص تطول ومذاهب عجيبة لهم لم أر التطويل بذكرها وإنما المقصود النظر في حيل إبليس وتلبيسه على هؤلاء الحمقى الذين عملوا بواقعاتهم واعتقدوا أن عليا بن أبي طالب كرم الله وجهه على الخطأ ومن

<<  <   >  >>