للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الصور التي ذكرها ابن القَيِّم - رحمه الله - لتلك المسألة:

١- تضعيف حديث الراوي في بعض الشيوخ، وتوثيقه في غيرهم.

وذلك أن الراوي يكون ثقة في نفسه، لكنه يُضَعَّف في روايته عن بعض الشيوخ دون بقية شيوخه.

ويبيِّن ابن القَيِّم - رحمه الله - أن من الأسباب التي تجعل حديث الرجل ضعيفاً في شيخ بعينه: كونه غير معروف بالرواية عنه، وحفظ حديثه وإتقانه، وملازمته له١.

ومن الأمثلة التي وردت عند ابن القَيِّم لهذه الصورة:

أ- سفيان بن حسين٢عن الزهري:

قال ابن القَيِّم - رحمه الله -: "ثقة صدوق، وهو في الزهري ضعيف لا يحتج به؛ لأنه إنما لَقِيَه مرة بالموسم، ولم يكن له من الاعتناء بحديث الزهري، وصحبته، وملازمته له، ما لأصحاب الزهري الكبار: كمالك، والليث، ومعمر، وعقيل، ويونس، وشعيب"٣.


١ الفروسية: (ص٤٤) .
٢ ابن حسن، أبو محمد أو أبو حسن، الواسطي، ثقة في غير الزهري باتفاقهم، من السابعة /خت م ٤. التقريب: (ص٢٤٤) .
٣ الفروسية: (ص٤٤) . وينظر حول ذلك: تهذيب التهذيب: (٤/١٠٧) ، وهدي الساري: (ص٤٥٧) ، وشرح علل الترمذي: (ص٤٥٥) ، والثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم: (ص٣٦٤-٣٧٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>