دراهم ونصف، وكان على ذلك الذهب كَشْفة بيِّنة، ثم لم يَلبَث الدُّوَيدار وغبريال أن نُكِبا وضُربا، ووُزِن الدّويدار نحو ألف ألف درهم، وصُودِر غبريال بدمشق ثم بمصر ثم بعد موته، فأُخذ منه نحو ألفي ألف، ولولا اللُّطفُ لسُمِّرا.
وأحبَّ هذا الصاحبُ الإسلام ولقَّنه ابن رُزَيْز مدةً، وبقى يسمع في "البخاري" لياليَ رمضان، وفيه مداراة ورِفْق وخُبْث.
ومات في النَّكبة بمصر في شوّال سنة أربع وثلاثين وسبع مئة في عَشْر الثمانين.
أنشأَ جامعًا عند دير القعاطلة على باب شرقي، وكان له الْتِفات إلى مودَّة النصارى، وبعضُ بناته لم يُسلِمن.
وعند موته عُمِل مَحضَر بأنه خان في بيت المال واشترى أملاكًا ووَقَفَها وليس له ذلك، فشَهِدَ بهذا كمالُ الدين مدرِّس الناصرية وابنُ أخيه عماد الدين ناظرُ الجامع وعلاءُ الدين ابن القَلَانسي مدرِّس الأَمينية وعز الدين ابن المنجَّا وتقي الدين ابن مَرَاجل وآخرون، ونفذ ذلك وثبت، وامتنع عز الدين ابنُ القَلَانسي من الشهادة فأُوذِي وعُزِل من الحِسْبة.
٨٥٥ - الدَّقُوقي *
الإمام العالِم المتقِن، محدِّث بغداد وشيخ المستنصريّة، الشيخ تقي الدين محمود بن علي بن محمود بن مُقبِل، العِراقي الدَّقُوقي، الحنبلي.