وكان فَهِمًا يَقِظًا، فيه تواضع ودين، إلا أنه كان شديد الحرْص.
صَرَفَه السلطان من نِيابة المملكة وجعله نائبًا بحلب، فأقام مدةً، وأوصل بهِمَّته نهرَ الساجور إلى البلد.
عَرَضَ له ألمٌ عظيم قضى عليه في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة، وله بِضْع وأربعون سنة، وكان تركيًّا فصيحًا مليحَ الشَّكل، دُفن بتُربةٍ اشتُريَت له.
٨٣٣ - وَجِيهيّة *
زَيْن الدار بنت المؤدِّب علي بن يحيى بن علي بن سلطان الأنصاري البُوصِيري ثم الإسكندري.
معمَّرة مُسنِدة، لها إجازة مؤرَّخة بسنة إحدى وأربعين وست مئة، أجاز لها يوسفُ الساوِيّ، وابنُ وَثِيق المقرئ، ومقرَّب بن عبد الرحمن، والأمير يعقوب الهَذَباني، وعدة، سَمِعَت من أبويها، والنور أحمد بن عبد المحسن الغرَّافي، وأحمد ابن النَّحّاس، وهِبة الله بن زُوَين الأزدي، وغيرهم.
وخرَّج لها "مشيخةً كبرى" الفقيهُ المدرِّس تقي الدين محمد بن أحمد ابن أبي بكر بن عَرّام الرَّبَعي الإسكندري.
سمع منها: ابنُ رافع، وحسن ابن النابُلُسي، وجمال الدين ابن الغانِمي، وعدّة.
وبلغت التسعين، تُوفِّيت في شهر رجب سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة.