الفقيه الأُصولي، المقرئ النحوي، الصالح، شيخ القراء، شهاب الدين أبو العباس، أحمد بن محمد بن جِبّارة بن عبد الوليّ، المَرْداوي، الحنبلي الصالحي.
مولده في سنة تسع وأربعين أو قبلها.
وسمع "السِّيرة" حُضورًا في الرابعة من خطيب مَرْدا، وسمع من: ابن عبد الدائم، والكِرماني، وابن أبي عمر.
وتفقَّه وشاركَ في الفضائل، وأقام بمصر زمانًا، وتلا بالسَّبع على الراشدي، وأخذ الأصول عن الشِّهاب القَرَافي، وجاوَرَ بمكة، وصنَّف شرحًا لـ "الشاطبية" كبيرًا، وشرحًا لـ "الرائية"، وأقرأَ بدمشق، ثم بحلب مدةً، ثم ببيت المَقدس.
وكان ذا زهد وقَناعة وعِبادة.
وفي شرحه احتمالاتٌ واهية، وقرأت بخطِّه أنه قال في قول الشاطبي:
وفي الهمزِ أنْحاءٌ وعند نُحاتِهِ … يضيءُ سَنَاه كلَّما اسودَّ أَلْيَلا
يحتمل خمسَ مئة ألف وجه وثمانين ألفًا! وإنما كتبتُ هذا للتعجُّب، والله تعالى يعفو عنه.
سمعنا منه الحديثَ، وتوفِّي فجأةً بالقدس في رجب سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.