للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عاش سبعًا وخمسين سنة، ومات في رجب سنة عشر وسبع مئة.

وفيها مات بالجوع في قلعة مصر: الأمير الكبير سيف الدين برغلي الأشرفي، والأمير الكبير قتّال السَّبع جمال الدين أقوش المنصوريّ من كِبار الدولة.

٥٩٨ - سَلّار *

هو نائب المملكة بالدِّيار المصرية، أعظم أمراء زمانه، سيف الدين التُّركي التَّتَري، الصالِحيّ المنصوريّ.

نقلتُ من خطِّ المولى شمس الدين الجَزَريّ، قال: كان أوّلًا من مماليك الملك الصالح عليٍّ وَلَد السلطان الملك المنصور قلاوون، فلمّا مات الصالح صار من خاصكيّة ولده، ثم اتَّصل بخدمة الملك الأشرف صلاح الدين وحَظِيَ عنده وتأمَّر.

وكان عاقلًا وادعًا للشّرِّ، وينطوي على دهاءٍ وخبرة بالأمور، وفيه دينٌ في الجملة، وكان صديقًا لحسام الدين لاجِين المنصوريّ الذي تسلطن ومُصافيًا له، وتقدَّم في دولته، فلما قُتل لاجين ونائبه مَنْكوتمر نُدِب سلّار إلى إحضار السلطان الملك الناصر من الكرك، فسار إليه، فرَكَنَ السلطان إلى عقله وإيمانه، وسار معه إلى مصر، وجلس على السَّرير، واستناب سلّارًا وقدَّمه على الكلِّ، فخضعوا لأمره، ونال سلّار من سعادة الدنيا ما لا يُوصَف، وجمع من الذهب قناطير مقنطرة، حتى اشتهر على أفواه الناس أنَّ دخله كلَّ يوم كان مئة ألف درهم، واستمرَّ في الدَّسْتِ إحدى


(*) الوافي بالوفيات: ١٦/ ٣٣، فوات الوفيات: ٢/ ٨٦، الدرر الكامنة: ٢/ ٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>