للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبالبارِزِيّة، ثم في أواخر أمره تَرَكَهما وأقام بدار الحديث الخَطِيبية.

وكان ذا حظٍّ من صلاة وصيام، وتألُّه وإنابة، وكتب بخطِّه "جامع الأصول" مراتٍ، وهو سماعه من ابن أبي الدَّم بسماعه من المصنِّف، وكان شيخَ البيانيّة بحماة، وله أصحاب ومُرِيدون، وكان حسنَ الموعظة بليغ التذكير، يَحضُر مِيعادَه عدد كثير، وينتفعون به ويَتغالَوْن فيه، ولكلامه أثرٌ عظيم في القلوب، .

٨٤٠ - ابن مُزَيْز *

الشيخ العالم الفاضل، الرئيس المُعمَّر، رُحْلة الوقت، تاج الدين أبو العباس، أحمد ابن المحدِّث الإمام تقي الدين إدريس بن محمد بن مفرّج ابن مُزَيز، الحَمَوي الشافعي، الكاتب.

وُلد سنة ثلاث وأربعين وست مئة.

وسمَّعه أبوه حُضورًا في سنة ستٍّ من صفية بنت عبد الوهاب القُرشية، وارتَحَل به فسمَّعه من السَّديد مكِّي بن علّان، ومحمد بن عبد الهادي، واليَلْداني، والشَّرف الإربِلِي، والبَكْري، واليُونِيني، وسَمِع ببلده أيضًا من شيخ الشيوخ، وبمصر من أصحاب البُوصِيري، وأجاز له من بغداد إبراهيم ابن الخيِّر، وأعزّ ابن العُلَّيق، ويحيى ابن القُمَيرة، وأخوه أحمد، وعدّة.

وقد قرأَ عليه شيخُنا ابن تَيميَّة وعلى أبيه جزءًا في سنة ثمانين وست مئة، وعاشَ إلى هذا الوقت وحدَّث بأشياء، وتفرَّد ورُحِلَ إليه، وكان ديِّنًا


(*) معجم الشيوخ: ١/ ٣٦، الوافي بالوفيات: ٦/ ١٤٧، الدرر الكامنة: ١/ ١١٥، شذرات الذهب: ٨/ ١٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>