للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

على ورقته السلطانُ: يا أخي فخر الدين، للقاضي بدر الدين عليَّ حقوق عظيمة، أقوم بشكرها.

وتولى بدر الدين أيضًا تدريس الصالحية، وباشر الوزارة، ثم عُزِل في دولة الظاهر، ولزم بيته مع وفور حرمته، وترداد الكبار إليه.

وكان جوادًا كريمًا، تامّ المروءة، مقصدًا، حجَّ وقام بمكة، وكان كثير الأموال من المترفين.

مات في رجب سنة ثلاث وستين وست مئة، عن خمس وثمانين سنة.

٥٥ - ابن يَغمُور *

ملك الأمراء، جمال الدين أبو الفتح موسى بن يغمور بن جلدك الياروقي.

مولده بالصعيد في سنة تسع وستين وخمس مئة.

وكان أميرًا جليلًا، جوادًا شجاعًا، عالمًا، حازمًا، خبيرًا بالأمور، تنقَّلت به الأحوال، وناب بديار مصر للسلطان نَجْم الدين مدَّة، ثم استنابه بدمشق، فلما تملَّك المُعِزّ كاتبه واستماله، فلم يجبه، فلما قدم صاحب حلب وغلب على دمشق حلف له، واعتمد عليه الملك الناصر، ولم يكن له نظير سوي ناصر الدين واقف القَيْمُريّة.

وكان محسنًا إلى الذي كان مملوكَه، وهو علاء الدين البُنْدُقدار الصالحي، أستاذ السلطان الملك الظاهر، وكان محسنًا أيضًا إلى الملك الظاهر حال إمرته، فلما تسلطن الظاهر اشتغل عنه ثم أقبل عليه، ورَعَى


(*) صلة التكملة: (٩٦١)، ذيل مرآة الزمان ٢/ ٣٣٠، تاريخ الإسلام: ١٥/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>