" أنْفَجْنَا أرْنَبَاً وَنَحْنُ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَسَعَى القَوْم فَلَغِبُوا، فَأخذْتُهَا، فَجِئْت بِهَا إلى أبي طَلْحَةَ، فَذَبَحَهَا، فَبَعَثَ بَوَرِكَيْهَا، أو قَالَ بِفَخِذَيْهَا إلى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَبِلَهَا ".
ــ
ثانياًً: دل هذا الحديث على التحذير الشديد من جلساء السوء، لأنهم شر على من يجالسهم، وربما قصدوا أن ينفعوه فيضروه من حيث لا يشعرون. ثالثاً: قال العيني: في الحديث دليل على طهارة المسك، وروينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بسند جيد أنه كان له مسك يتطيب به، وعلى هذا جمهور العلماء. وقد كرهه جماعة، منهم عمر رضي الله عنه، وقال: لا تحنطوني به، وكذا عمر بن عبد العزيز إلّا أن هذا الخلاف قد انقرض واستقر الإجماع على طهارته، وجواز استعماله. رابعاً: أن المسك من أجمل العطور وأحلاها وأطيبها وأغلاها ولذلك ضرب به المثل في هذا الحديث. " الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة: في كونه - صلى الله عليه وسلم - شبه بالمسك الجليس الصالح، وهذا يدل على فضله وطهارته، وهو ما ترجم له البخاري.
٩٤٨ - " باب الأرنب "
١٠٩٥ - معنى الحديث: يقول أنس رضي الله عنه: " أنفجنا أرنباً " أي هيجنا أرنباً " فسعى القوم " أي فلما أثرناها أخذت تجري أمامنا، فجرى أصحابي خلفها " فلغبوا " بفتح الغين وكسرها أي فأخذوا يطاردونها حتى تعبوا " فأخذتها " وفي رواية للبخاري فأدركتها فأخذتها " فجئت بها إلى أبي طلحة، فذبحها، فبعث بوركيها، أو قال: بفخذيها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - " أي فأرسل