٩٩٥ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أبي أوفَى رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ:
دَعَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الأحْزَاب فَقَالَ:" اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمِ الأحزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ".
ــ
قلوبهم، فلا يجرؤون على مبادأتكم بالغزو والحرب بعد غزوة الخندق لما حقق الله فيها من النصر على الأحزاب المختلفة من المشركين واليهود واستئصال قريظة من المدينة، وقطع دابرهم.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على أن غزوة الخندق كانت نقطة تحول في تاريخ المسلمين، وبداية عهد جديد، تهيأت فيه لهم كل أسباب القوة والمنعة، حيث انتصروا على الأحزاب، وقضوا على اليهود في المدينة، وأمنوا على أنفسهم من الفتن والحروب الخارجية والداخلية وأصبحت لهم دولة إسلامية قوية عزيزة الجانب، يرهبها الأعداء، ويحسبون ألف حساب قبل أن يفكروا في غزوها ومحاربتها. الحديث: أخرجه البخاري. والمطابقة: في قوله: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب.
٩٩٥ - معنى الحديث: يقول عبد الله بن أبي أوفي " دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الأحزاب " أي على طوائف الكفار التي اجتمعت لقتال المسلمين من اليهود والمشركين " فقال: اللهم منزل الكتاب " أي يا منزل الكتاب الذي وعدت فيه المسلمين بالنصر على أعدائهم، في قولك الحق:(وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)" سريع الحساب " أي ويا سريع الانتقام من أعدائه " اهزم الأحزاب " أي اجعل لنا الغلبة عليهم ومكنَّا منهم " وزلزلهم " أي وسلط عليهم من أنواع البلاء ما تضطرب له قلوبهم، وترتجف له نفوسهم خوفاً وقلقاً ورعباً. الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجه. والمطابقة: في قوله: " دعا على الأحزاب ".