للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"وَلَا أَنَا إِلَّا (١) أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ (٢) بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا (٣) وَقَارِبُوا،

"وَلَا أَنَا" في نـ: "لا، وَلَا أَنَا". "بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ" في سـ: "بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ". "وَقَارِبُوا" في سـ، حـ: "وَقَرِّبُوا".

===

(١) الاستثناء منقطع، "ك" (٢٠/ ١٩٩).

(٢) قوله: (يتغمدني الله) بإعجام الغين، تغمده الله برحمته أي: غمره بها وستره بها وألبسه رحمته، وإذا اشتملت على شيء فغطيته فقد تغمَّدته [أي]: صرت له كالغمد للسيف. فإن قلت: قال تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف: ٧٢]، قلت: الباء ليست للسببية، بل للإلصاق أو للمصاحبة، أي: أورثتموها ملابسة أو مصاحبة لثواب أعمالكم. ومذهب أهل السنة: أنه لا يثبت بالعقل ثواب ولا عقاب بل ثبوتهما بالشريعة، حتى لو عذب الله جميع المؤمنين كان عدلاً، ولو أدخلهم الجنة فهو فضل لا يجب عليه شيء، وكذا لو أدخل الكافرين الجنة لكان له ذلك، ولكنه لا يفعل ذلك بل يغفر للمؤمنين ويعذب الكافرين، والمعتزلة يثبتون بالعقل الثواب والعقاب، ويجعلون الطاعة سبباً للثواب والمعصية سبباً للعقاب، والحديث يردّ عليهم، كذا في العيني (١٤/ ٦٦٤).

(٣) قوله: (فسدِّدوا وقاربوا) أي: اطلبوا السداد، أي: الصواب، وهو ما بين الإفراط والتفريط، أي: فلا تَغلوا ولا تقصروا، واعملوا به. وإن عجزتم عنه "فقاربوا" أي: اقربوا منه. وفي بعضها: "قرِّبوا" أي: غيركم إليه. وقيل: "سدِّدوا" معناه: اجعلوا أعمالكم مستقيمة، و "قاربوا" أي: اطلبوا قربة الله، "ك" (٢٠/ ١٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>