وتعرُّفِ أحوالهم. قوله:"اثنا عشر" أي: هم اثنا عشر رجلًا، و"بعث " أي:
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "معهم " نصيب أصحابهم إليهم، انتهى ما قاله الكرماني.
وفي "الفتح "(٦/ ٦٠٠): قوله: "ففرقنا" ثم قال: كذا هنا من التفريق أي: جعلهم اثني عشر فرقة، قال:"وغيره يقول: فعرفنا" وهو "من العرافة" أي: جعلناهم عرفاء على بقية أصحابهم، "قس"(٨/ ٨٧)، قال: وزعم الكرماني أن فيه حذفًا تقديره: فرجعنا إلى المدينة ففرقنا. قلت: ولا يتعيَّن ذلك لجواز أن يكون تفريقهم (١) وإرسالهم قبل الرجوع إلى المدينة. قوله:"اثنا عشر رجلًا" كذا للمصنف، وعند مسلم "اثني عشر" بالنصب وهو ظاهر، والأول على طريق من يجعل المثنى بالرفع في الأحوال الثلاثة. قوله:"الله أعلم كم مع [كل] رجلٍ، غير أنه بعث معهم " يعني أنه تحقق أنه جعل عليهم اثني عشر عريفًا، لكنه لا يدري كم كان تحت يد كل عريف منهم؛ لأن ذلك يحتمل الكثرة والقلة، غير أنه يتحقق أنه بعث معهم- أي: مع كل ناس - عريفًا، انتهى كلام "الفتح".
(١) وفي "الفتح": "إلى المدينة فعرفنا. قلت: ولا يتعثن ذلك لجواز أن يكون تعريفهم".