(٣) قوله: (استوصوا بالنساء خيرًا) قال البيضاوي: الاستيصاء: قبول الوصية، أي: أوصيكم بهنّ خيرًا فاقبلوا وصيّتي فيهن؛ لأنهن خُلِقْن خلقًا فيهن اعوجاج، فكأنهن خُلِقن من أصل معوّج كالضِّلَع مثلًا، فلا يَتَهَيَّأ انتفاع بهنّ إِلَّا بالصبر على اعوجاجهن، وقيل: أراد أن أول النساء -وهي حواء- خُلِقت من ضِلَعٍ من أضلاع آدم. قال الطيبي: السين للطلب مبالغة، أي: اطلبوا الوصية من أنفسكم في حقهن بخير، "الخير الجاري" [وانظر "قس"(٧/ ٢٧١)].
(٤) قوله: (ضلع) بكسر الضاد وفتح اللام مفرد الضلوع، وتسكين اللام جائز، قوله:"إنّ أَعْوَجَ شيء" هو أفعل التفضيل على سبيل الشذوذ؛ لأنه من العيوب. وفائدة هذه المقدمة الشريفة بيان أنها خُلِقت من الذي في أعلى الضلوع، كذا في "الخير الجاري". وفي "الفتح"(٦/ ٣٦٨): قيل: فيه إشارة إلى أن حواء خُلِقت من ضلع آدم الأيسر، وإلى أنها لا تقبل التقويم، كما أن الضلع لا يقبله، انتهى ملتقطًا.