للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثله قوله تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [التوبة: ٦٢] ، وتقدير هذا عند سيبويه: أن الخبر الأول محذوف لدلالة الثاني عليه، كأنه قال: والله أحق أن يرضوه ورسوله أحق أن يرضوه، ثم حذف، وقال أبو العباس: هو على التقديم والتأخير، كأنه قال: والله أحق أن يرضوه ورسوله، وقد قيل: أنه اقتصر على أحدهما لأن رضا الرسول - عليه السلام - رضا الله تعالى، فترك ذكره؛ لآنه دل عليه مع الإيجاز، وقيل: أنه لم يذكر تعظيماً له بإفراد الذكر.

* * *

قوله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: ٨٠]

هذه الآية نزلت في قوم أيأس الله تعالى نبيه من إسلامهم، وروى الحسن وقتادة أن النبي - عليه السلام - قال: لأزيدن على السبعين، فأنزل الله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [المنافقون: ٦] ، وكان النبي - عليه السلام - يدعو لهم بالمغفرة رجاءً أن يكون لله تعالى بهم لطف فيستجيب له، فلما أيأيه كف عن ذلك.

ويسأل عن صيغة الأمر في قوله: {أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} ؟

والجواب: أنه للمبالغة عن اليأس من المغفرة، وخص عدد السبعين للمبالغة، وذلك أن الغرب تبالغ بالسبعة والسبعين، ولهذا قيل للأسد سبعٌ؛ لأنهم تأولوا فيه لقوته أنه ضوعفت له سبع مرات.

* * *

قوله تعالى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} [التوبة: ١١٨] .

هذا معطوف على وقله تعالى: {لقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: ١١٧] .

ويسأل عن هؤلاء الثلاثة؟

<<  <   >  >>