شملهم الوصف المذكور لكل طائفة، ولم يمثل لكل طائفة بمثال.
٢ - وجاء تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية أشمل وأوضح وأدق حيث بين صفات كل طائفة وأعقب ذلك ببيان مثال لكل وصف، ومثل لهم بطائفة يشملها هذا الوصف، فذكر أن أهل الصراط المستقيم هم المُنعم عليهم وهم المذكورون في آية سورة النساء، ثم ضرب مثلًا للمغضوب عليهم باليهود، ثم مثالًا للضالين بالنصارى.
٣ - وابن القيم فحوى تقسيمه وبيانه لم يخرج عن كلام شيخه، وكأنه خرج من مشكاة واحدة.
٤ - أما تعريف ابن سعدي فهو مستقى من تعريف شيخ الإسلام إلا أنه أورده مقتضبًا.
٥ - وأما تعريف الطاهر بن عاشور فجاء بنحو تعريف شيخ الإسلام ومن تابعه، غير أنه عمم وصف الطائفة الأولى وبين أنه لم يُرد به أحدٌ بعينه.
٦ - وأما تعريف دروزة فقرر فيه أن الطوائف ثلاث وبين بعض أوصافهم ولم يحدد مثالًا لأي طائفة منها مكتفيًا بالتعريف العام.
وفي ضوء ما سبق يتبين أن تعريف شيخ الإسلام ومن تابعه كتلميذه القيم- ابن القيم- هو أجمع تعريف وأشمله وأوضحه وأدقه لأنه وإن كان هناك أدلة واضحة على تحديد أهل كل وصف، فإن ما أُجمِل وصفهُ في الفاتحة، فُصِلَ في غيرها، ومثال ذلك المنعم عليهم، أُجمِلَ وصفهُم في الفاتحة، وفُصِلَ في آية سورة النساء، وما أُجمِلَ في وصف المغضوب عليهم ووصف الضالين، وُضِح وفُصِلَ في الحديث الثابت الصحيح بأنهم اليهود والنصارى، وهذا الوصف للطائفتين، وأما الضالون فهم النصارى، وهذا وصف لهم قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأما بعد بعثته -صلى الله عليه وسلم- وبلوغهم رسالة الإسلام الخالدة فقد قامت عليهم الحجة الدامغة وأصابتهم لعنة الله تعالى كاليهود تمامًا، فغضب الله عليهم ولعنهم، وبنحو هذا أشار ابن القيم بقوله: