العبد ولم يوحد خالقه في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وقع في الشرك وتلبس به وخلع ربقة الإسلام من عنقه وأصبح لا قيمة له ولا مكان له إلا النار خالدًا فيها أبدًا والعياذ بالله.
[فبتحقيق التوحيد]
١ - يحيا المؤمن الحياة الحقيقية الطيبة، حياة الأمن والاطمئنان، قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٨٢)} [الأنعام] فهم لم يلبسوا إيمانهم بظلم أي: بشرك، فتوحيدهم خالص لم تشوبه أيّ شائبة شرك، لا صغيرة ولا كبيرة، لا دقيقة ولا جليلة، فأهل التوحيد لهم الأمن الكامل والتام في الدنيا والآخرة، وقال ربنا جل في علاه -أيضًا-: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧)} [النحل].
٤ - وتحقيق التوحيد سبب لمغفرة الذنوب كما هو عليه أهل السنة والجماعة، ومن قال بقولهم من أهل الفرق فإنما هو تابع لهم في ذلك، ذلك لأن أهل السنة يقولون بأن التوحيد -يعني: الخالص- يكفر ما معه من الذنوب، وقد تُكفر الذنوبُ كذلك بتوبةٍ مقبولةٍ، أو بحسناتٍ ماحيةٍ، أو بابتلاءٍ من همٍّ أو غمٍّ أو فقرٍ أو مرضٍ أو نحو ذلك من الابتلاءات، وقد تُكفر بسكراتِ الموتِ وأهوالِ القبرِ وشدتهِ وأهوالِ