للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشيطان هو إبليس: وإبليس مشتقٌّ من أَبلَس الرجل: إذا انقطع ولم تكن له حجَّة، وأَبلَس الرجل: قُطِع به، وأبلس أيضًا: سكَتَ، وأبلس مِن رحمة الله: يئس، والإبلاس: الحزن المعترض من شدَّة البأس، وقد استخدم العربُ هذه المعاني فقالوا: ناقة مِبلاس: إذا كانت لا تَرغو من الخوف، وفلان أبلس: إذا سكَت من شدَّة الخوف (١).

الشيطان اصطلاحًا:

يُطلق الشيطان من ناحية الاصطلاح على: كلِّ متمرِّد من الجنِّ والإنس والدواب (٢).

أمَّا إبليس: فهو علَمٌ على مَخلوق خلَقه الله -عز وجل- من النَّار، وجعله في عداد الملائكة، وقام بعمله ما شاء الله أن يقوم، ثمَّ نازع ربَّه الكبرياء والعظمة، فاستكبر عن طاعته، وعصى ربَّه، فطرده من رحمته ومن وظيفته، فهبط إلى الأرض، وأصبحت الشيطنة صفة له (٣).

فاسم إبليس: هو علَمٌ على هذا المخلوق المتمرِّد العاتي المتجبر الفاسق عن أمر ربه، الذي خلقه الله من نار، والشيطان وصفٌ له ولمن تمرد وعتا وتجبر وفسق من ذريته.

قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (٥٠)} [الكهف].

وهو علم مفرد، ويجمع على أباليس وأبالسة، وهو للجن كآدم للإنس.


(١) ينظر: مقاييس اللغة (١/ ٢٩٩، ٣٠٠)، والمفردات -الراغب الأصفهاني، (ص ٦٠)، وينظر: التبيان في تفسير غريب القرآن (١/ ٧٦).
(٢) ينظر: المفردات، الأصفهاني، (ص ٢٦١)، روح المعاني -الألوسي (١/ ١٥٧)، وقد نسب الألوسي هذا التعريف لابن عباس -رضي الله عنهما-.
(٣) ينظر: جامع البيان -الطبري (١/ ٢٢٦)، والمفردات -الأصفهاني، (ص ٦٠).

<<  <   >  >>