للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد اعترف أكثر المتكلمين بالوقوع بالحيرة، والأمور المشكلة المتعارضة فقال ابن أبي الحديد وهو من كبراء المعتزلة بعد عظيم توغله في علم الكلام:

فإذا الذي استكثرت منه هو الـ. . . … . . . . . ـجاني على عظائم المحن

فظللت في تيه بلا عَلَم … وغرقت في بحر بلا سفن

ومن الذين خاضوا في علم الكلام ورجعوا إلى منهج السلف أبو المعالي الجويني، والخسرو شاهي، وأبو حامد الغزالي (١) (٢).


(١) ينظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٧٢ - ٧٥)، و (٥/ ١٠ - ١١)، ودرء تعارض العقل والنقل (١/ ١٥٩ - ١٦٢)، وكتاب الصفدية لابن تيمية (١/ ٢٩٢ - ٢٩٥)، وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي (ص ٢٠٨ - ٢١٠)، والتحف في مذاهب السلف للشوكاني (ص ٣٤ - ٤٤).
(٢) الغزالي (٤٥٠ - ٥٠٥ هـ)، هو: محمد بن محمد بن محمد أبو حامد الغزَّاليّ بتشديد الزاي. نسبته إلى الغزَّال (بالتشديد) وكان أبوه غزالًا، أو هو بتخفيف الزاي نسبة إلى (غزالة) قرية من قرى طوس. فقيه شافعي أصولي، متكلم، متصوف. رحل إلى بغداد، فالحجاز، فالشام، فمصر وعاد إلى طوس. من مصنفاته (البسيط)؛ و (الوسيط)؛ و (الوجيز)؛ و (الخلاصة) وكلها في الفقه؛ و (تهافت الفلاسفة)؛ و (إحياء علوم الدين). [طبقات الشافعية (٤/ ١٠١ - ١٨٠)؛ والأعلام للزركلي (٧/ ٢٤٧)؛ والوافي بالوفيات (١/ ٢٧٧)]
منهجه وعقيدته:
أ. قال الذهبي -رحمه الله-: «وأدخله سَيَلانُ ذهنهِ في مضايقِ الكلام، ومزالِّق الأقدام» ا. هـ‍ـ. سير أعلام النبلاء (١٩/ ٣٢٣).
ب. وقال أبو بكر بن العربي -رحمه الله-: «شيخُنا أبو حامد: بَلَعَ الفلاسفةَ، وأراد أن يتقيَّأهم فما استطاع» ا. هـ‍ـ. السير (١٩/ ٣٢٧).
ج. وقال الذهبي أيضًا: «وقد ألّف الرجل في ذمِّ الفلاسفةِ كتابَ «التهافت»، وكَشَفَ عوارَهم، ووافقهم في مواضعَ ظنًّا منه أن ذلك حقٌّ أو موافقٌ للملَّةِ، ولم يكن له علمٌ بالآثار، ولا خبرةٌ بالسنَّةِ النبويَّةِ القاضيةِ على العقلِ، وحُبِّبَ إليه إدمانُ النظرِ في كتابِ (رسائل إخوان الصفا)، وهو داءٌ عضالٌ، وجَربٌ مردٍ، وسمٌّ قتَّال، ولولا أنَّ أبا حامد مِن كبار الأذكياء، وخيار المخلصين لتلِف … » ا. هـ‍. السير (١٩/ ٣٢٨). وللاستزادة، ينظر: سير أعلام النبلاء (١٩/ ٣٢٣)، مجموع الفتاوى (١٠/ ٥٥١ - ٥٥٢)، الكشف عن حقيقة الصوفية (ص ٨٥٠)، =

<<  <   >  >>