للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالَ: «أَيْ قَوْمِ أَسْلِمُوا فَوَاللَّهِ إِنَّ مُحَمَّداً لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الْفَقْرَ (١)»، فَقَالَ أَنَسٌ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلا الدُّنْيَا فَمَا يُسْلِمُ حَتَّى يَكُونَ الْإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدْنْيَا وَمَا فِيهَا.

وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ : وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ فِي حُنَيْنٍ مَا أَعْطَانِي (٢) وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ (٣). رَوَى مُسْلِمٌ هذِهِ الثَّلَاثَةَ.

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَحْسَنَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ فَتَلَقَّاهُمُ النَّبِيُّ راجِعاً وَكَانَ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ عُرْيٍ لِأَبِي طَلْحَةَ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا (٤)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

• وَعَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ الْمَدِينَةَ أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَنَساً غُلَامٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ، قَالَ: «فَخَدَمْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ عَشْرَ سِنِينَ واللَّهِ مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَ هكَذَا وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هذا هكَذَا». رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ.


(١) الرجل لم يأمر قومه بالإسلام رغبة في العطاء ولكن يظهر لهم أن النبي صادق في نبوته لأنه يعطي ولا يخاف فقرا. وهذا لا يصدر إلا من شخص تأيد بالمعجزات وامتلأ يقينًا بوعد ربه تعالى ﴿وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين﴾.
(٢) أعطاه مائة من النعم ثم مائة ثم مائة، ففي هذه النصوص أن النبي كان أكرم الناس وأجود الناس على الإطلاق.
(٣) أي لا تخافوا فليس هناك ما يفزع، وكان فرس أبي طلحة هذا يسمى مندوبا وكان بطيئا في سيره فلما ركبه النبي صار ذليلا سريعا واسع الخطى.
(٤) فأنس بن مالك مات أبوه وهو صغير فتزوجت أمه بأبي طلحة فلما قدم النبي المدينة رأى أبو طلحة وزوجته أم سليم أن يقدموا أنسًا للنبي يخدمه فينتفع ويتعلم أنس ويكون لأمه وزوجها بهذا=

<<  <  ج: ص:  >  >>