(٢) إني راجع إلى المدينة في الصباح على راحلتي. (٣) أي أترجع فرارا من المقدر. فقال عمر: لو قالها غيرك لضربته. (٤) تثنية عدوة أي له طرفان: (٥) فعمر ﵁ في هذا ضرب للناس أحسن مثل إذا وقعوا في أمر هام ولا سيما الحكام فإنه خرج إلى الشام في ربيع الآخر سنة ثماني عشرة يتفقد أحوال الرعية، فلما وصل إلى سرغ تلقاه أمراء الأقاليم فأخبروه أن بالشام وباء فشاور المهاجرين. فقال بعضهم خرجت لأمر فلا ترجع عنه لأن القدر لابد منه وقال آخرون معك أشراف الناس وأصحاب الرسول ﷺ فلا تقدم بهم على الوباء لقوله تعالى ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ فأمر بانصرافهم عنه وكذا شاور الأنصار فاختلفوا فأمر بانصرافهم عنه أيضا ثم أحضر كبراء مهاجرى الفتح وشاورهم فاتفقوا على رجوعه فأعلن أنه راجع في الصباح فعارضه أبو عبيدة بقوله أتفر من قدر الله؟ فقال: نفر من قدر الله إلى قدر الله، وضرب له المثل براعي الإبل، فقد أخذ بالحذر وأثبت القدر عملا بدليلي الفريقين فاقتنع أبو عبيدة ﵃. وبينما هم على هذه الحال إذ حضر من غيبته عبد الرحمن بن عوف ﵁ فرآهم في هذه الحال فقال: عندي علم في هذا يا أمير المؤمنين فذكر الحديث ففرح به عمر وحمد الله تعالى على موافقة اجتهاده للحديث وعادوا إلى المدينة بسلامة الله تعالى.