للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﷿: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَهُوَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ (١). رَوَاهُمَا الْبُخَارِيُّ وَمَالِكٌ وَأَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ (٢).

• عَنْ سَعْدٍ قَالَ: أَقْبَلَ النَّبِيُّ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعَالِيَةِ (٣) فَمَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلاً ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا وَقَالَ: «سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثاً فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً: سَأَلْتُ رَبِّي أَلا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا (٤)، وَسَأَلْتُهُ أَلا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ. وَفِي رِوَايَةٍ: أَلا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَعْطَانِيهَا (٥)، وَسَأَلْتُهُ أَلا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا (٦)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ.

وَلِأَبِي دَاوُدَ (٧): إِنَّ اللَّهَ أَجَارَكُمْ مِنْ ثَلَاثِ خِلَالٍ: أَلا يَدْعُو عَلَيْكُمْ نَبِيُّكُمْ فَهْلِكُوا جَمِيعاً، وَأَلا يَظْهَرَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ، وَأَلا يَجْتَمِعُوا عَلَى ضَلَالَةٍ.


(١) هذا في أهل الكتاب الذين ماتوا قبل التحريف والتبديل فلذا أعطوا قيراطا قيراطا، فزمن الأمة المحمدية بالنسبة لزمن السالفين كما بين العصر إلى الغروب، وزمن اليهود كما بين الصبح إلى الظهر، وزمن النصارى كما بين الظهر إلى العصر، فالأمة المحمدية مع قصر زمنها وقلة أعمالها أعطيت أكثر من السالفين. وما ظلمهم الله شيئًا ولكن وفاهم بما عملوا. وزاد للأمة المحمدية فضلا منه وكرما جل شأنه، ولفظ الإمامين مالك وأحمد : إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغارب الشمس؛ وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استأجر أجراء، فقال: من يعمل من غدوة إلى نصف النهار على قيراط قيراط فعملت اليهود. ثم قال: من يعمل من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط فعملت النصارى ثم قال: من يعمل من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين قيراطين فأنتم هم. فغضبت اليهود والنصارى وقالوا: ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء. قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؛ قالوا: لا. قال: فذلك فضلى أوتيه من أشاء.
(٢) ولكن البخاري في فضل صلاة العصر.
(٣) إحدى ضواحي المدينة.
(٤) السنة: القحط والجوع.
(٥) فلا يستأصلون بواحدة من هاتين ولكن يقع بعضهما.
(٦) فالنزاع والاختلاف واقع بين أفراد الأمة إلى يوم القيامة، قال تعالى ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ﴾.
(٧) هذا واللذان بعده في الفتن والملاحم.

<<  <  ج: ص:  >  >>