وعن أبي بردة ابن أبي موسى قَالَ: قدمت المدينة فأتيت عبد الله بن سلام، فإذا رجل متخشع، فجلس إليه فَقَالَ: يا ابن أخي إنك جلست إلينا وقد حان قيامنا، أفتأذن؟ والله أعلم وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد آلِهِ وَسَلَّمَ.
(فَصْلٌ)
بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمير بن سعد عاملاً على حمص فمكث حولاً لا يأتيه خبر فَقَالَ عمر لكاتبه: أكتب إلى عمير: فو الله ما أراه إلا قد خاننا إذا جاءك كتابي هذا فأقبل وأقبل بما جبيت من فيء المسلمين حين تنظر في كتابي هذا
قَالَ: فأخذ عمير جرابه فوضع فيه زاده وقصعته وعلق أدواته وأخذ عنزته ثم أقبل يمشي من حمص حتَّى قدم المدينة.
قَالَ: فقدم وقد شحب لونه واغبر وجهه وطالت شعرته فدخل على عمر فَقَالَ: السلام عَلَيْكَ يا أمير المؤمنين ورحمة الله.
قَالَ عمر: ما شأنك؟ قَالَ ما ترى شأني ألست تراني صحيح البدن ظاهر الدم، معي الدنيا أجرها بقرونها؟
قَالَ عمر: وما معك؟ وظن عمر أنه قد جاء هـ بمال. قَالَ معي جرابي اجعل فيه زادي، وقصعتي آكل فيها. وأدواتي أحمل فيها وضوئي وشرابي وعنزتي أتوكأ عليها وأجاهد بها عدواً إن عرض لي، فوالله ما الدنيا إلا تبع لمتاعي.
قَالَ عمر: فجئت تمشي؟ قَالَ: نعم قَالَ: أما كان لك أحد يتبرع لك بداية لك تركبها؟ قَالَ: ما فعلوا وما سألتهم ذلك.